هل ابليس كافر

هل ابليس كافر

هل إبليس كافر؟

مقدمة:

هل إبليس كافر؟ هذا سؤال أثار جدلا بين العلماء المسلمين على مر العصور، فمنهم من قال إنه كافر، ومنهم من قال إنه غير كافر. ولعلّ الخلاف في هذا الأمر يعود إلى اختلافهم في مفهوم الكفر، فالكفر في اللغة هو الجحود، وفي الاصطلاح هو إنكار ما علم من الدين بالضرورة، أو الشك فيه، أو التكذيب به، أو الاستخفاف به.

هل إبليس مكلف؟

إنّ إبليس مكلف، أي أنه مسؤول عن أفعاله، وهذا يدلّ على أنه عاقل، والعاقل هو الذي يدرك الحسن والقبيح، ويعرف ما يفعل وما لا يفعل. قال تعالى: “ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين”.

هل إبليس معذور في كفره؟

وإبليس معذور في كفره لأنّه ليس لديه دليل على وجود الله، بحيث لا يمكنه أن يعلم بوجود الله عن طريق العقل، فالعقل لا يستطيع أن يدرك ما هو غائب عن الحس، ولا يستطيع أن يثبت وجود ما لا يرى ولا يلمس. لذلك فإن إبليس ليس لديه دليل على وجود الله، وبالتالي فإنه ليس معذورا في كفره.

هل يجوز السب والشتم لإبليس؟

لا يجوز السب والشتم لإبليس، لأن السب والشتم هو من الكبائر، وهو من أشد الذنوب، قال تعالى: “ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدوا بغير علم”. وإبليس هو من خلق الله، ومن واجبنا أن نحترم خلقه، وأن لا نسيء إليه بالسب والشتم.

هل يجوز اللعن لإبليس؟

لا يجوز اللعن لإبليس، لأن اللعن هو من الكبائر، وهو من أشد الذنوب، قال تعالى: “ولا تلعنوا الذين يدعون من دون الله فيلعنكم الله بغير علم”. وإبليس هو من خلق الله، ومن واجبنا أن نحترم خلقه، وأن لا نلعنه.

ما موقف إبليس من المؤمنين؟

إن إبليس حريص على إضلال المؤمنين، وعلى إخراجهم عن الطريق المستقيم، قال تعالى: “إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ”. لذلك فإن على المؤمنين الحذر من إبليس ومن وساوسه، وأن يتحصنوا منه باللجوء إلى الله تعالى، والتضرع إليه بالدعاء.

ما موقف المؤمنين من إبليس؟

والمؤمنون لا ينبغي لهم أن يغتروا بإبليس، وأن يستهينوا بقدرته على إضلالهم، قال تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۚ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ”. لذلك فإن على المؤمنين أن يكونوا على حذر من إبليس، وأن لا يتبعوا وساوسه، وأن يلتزموا بطاعة الله تعالى.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن إبليس كافر لأنه جحد بوجود الله تعالى، وهو مكلف لأنه عاقل، وهو ليس معذورا في كفره لأنه ليس لديه دليل على وجود الله، ولا يجوز السب والشتم له أو لعنه، لأن هذا من الكبائر، وموقفه من المؤمنين أنه حريص على إضلالهم، وموقف المؤمنين منه هو أنهم لا ينبغي لهم أن يغتروا به أو يستهينوا بقدرته على إضلالهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *