هل الاحتلام يوجب الغسل

**مقدمة**

الاحتلام هو ظاهرة طبيعية تحدث عند الذكور والإناث على حد سواء، وعادة ما تحدث أثناء النوم. وقد يكون الاحتلام مصحوبًا بقذف المني أو السائل المنوي، وهو ما يُعرف بـ “الغسل”. في هذا المقال، سنناقش ما إذا كان الاحتلام يوجب الغسل أم لا، وما هي الأدلة الشرعية التي تدعم ذلك.

**حكم الاحتلام في الإسلام**

اختلف الفقهاء في حكم الاحتلام في الإسلام، فمنهم من قال إنه لا يوجب الغسل، ومنهم من قال إنه يوجب الغسل. وقد استند كل فريق إلى أدلة شرعية مختلفة.

**الأدلة القائلة بأن الاحتلام لا يوجب الغسل**

1. لم يرد في القرآن الكريم أي نص صريح يوجب الغسل بعد الاحتلام.
2. لم يرد في السنة النبوية أي حديث صحيح يوجب الغسل بعد الاحتلام.
3. لم يوجب الغسل بعد الاحتلام أيٌّ من الصحابة والتابعين.

**الأدلة القائلة بأن الاحتلام يوجب الغسل**

1. قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: 6]. وقد فسر الفقهاء الجنابة بأنها خروج المني، سواء كان ذلك بسبب الجماع أو الاحتلام.
2. ورد في السنة النبوية عدد من الأحاديث التي تدل على أن الاحتلام يوجب الغسل. ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا احتلم أحدكم فليغتسل”.
3. أجمع الفقهاء على أن الاحتلام يوجب الغسل عند خروج المني، سواء كان ذلك بسبب الجماع أو الاحتلام.

**شروط وجوب الغسل بعد الاحتلام**

يشترط لوجوب الغسل بعد الاحتلام ثلاثة شروط:

1. خروج المني من القضيب أو من الفرج.
2. الشعور باللذة عند خروج المني.
3. اليقظة عند خروج المني.

**كيفية الغسل بعد الاحتلام**

يكون الغسل بعد الاحتلام على النحو التالي:

1. نية الغسل.
2. غسل اليدين ثلاث مرات.
3. غسل الفرج بالماء والصابون.
4. غسل اليدين مرة أخرى.
5. الوضوء كما للصلاة.
6. غسل الرأس ثلاث مرات.
7. غسل بقية الجسد.
8. غسل القدمين.

**الأحكام المتعلقة بالغسل بعد الاحتلام**

1. لا يجوز للجنب أن يصلي أو يطوف بالكعبة أو يمس المصحف أو يقرأ القرآن الكريم.
2. يجوز للجنب أن يأكل ويشرب وينام ويتكلم مع الناس.
3. يجوز للجنب أن يخرج من بيته ويمارس حياته الطبيعية، بشرط ألا يصلي أو يطوف بالكعبة أو يمس المصحف أو يقرأ القرآن الكريم.

**الخلاصة**

الاحتلام ظاهرة طبيعية تحدث عند الذكور والإناث على حد سواء، وعادة ما تحدث أثناء النوم. وقد يكون الاحتلام مصحوبًا بقذف المني أو السائل المنوي، وهو ما يُعرف بـ “الغسل”. وقد اختلف الفقهاء في حكم الاحتلام في الإسلام، فمنهم من قال إنه لا يوجب الغسل، ومنهم من قال إنه يوجب الغسل. وقد استند كل فريق إلى أدلة شرعية مختلفة. والحكم الراجح هو أن الاحتلام يوجب الغسل إذا خرج المني من القضيب أو من الفرج، مع الشعور باللذة عند خروج المني، واليقظة عند خروج المني.

أضف تعليق