هل البخار يفطر

هل البخار يفطر

هل البخار يفطر؟

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى بالامتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وقد اختلف العلماء في حكم البخار على الصائم، فذهب البعض إلى أنه لا يفطر، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه يفطر. وفي هذا المقال، سنتناول حكم البخار على الصائم بالتفصيل.

أولاً: تعريف البخار:

البخار هو عبارة عن حبيبات صغيرة من الماء تتكون بسبب تبخر الماء السائل أو بسبب تكثيف بخار الماء الموجود في الهواء. وعندما يتنفس الإنسان الهواء الساخن، فإن بخار الماء الموجود فيه يتكثف على جدار الحلق والقصبة الهوائية، مما يؤدي إلى الشعور بالرطوبة في الحلق.

ثانيًا: حكم البخار على الصائم:

اختلف العلماء في حكم البخار على الصائم، ويمكن تلخيص أقوالهم في ثلاثة أقوال:

1- القول الأول: ذهب جمهور العلماء إلى أن البخار لا يفطر الصائم، لأن البخار ليس من الطعام ولا من الشراب، كما أنه لا يصل إلى الجوف.

2- القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى أن البخار يفطر الصائم إذا كان منفصلًا عن الماء، لأن البخار في هذه الحالة يكون مادة مستقلة بذاتها، وعندما يستنشقه الصائم فإنه يصل إلى جوفه.

3- القول الثالث: ذهب بعض العلماء إلى أن البخار يفطر الصائم مطلقًا، سواء كان منفصلًا عن الماء أم لا، لأن البخار في هذه الحالة يكون مادة غازية، وعندما يستنشقه الصائم فإنه يصل إلى جوفه.

ثالثًا: الأدلة على أقوال العلماء:

1- الأدلة على القول الأول:

استدل جمهور العلماء على قولهم بأن البخار لا يفطر الصائم بعدة أدلة، منها:

أن البخار ليس من الطعام ولا من الشراب، كما أنه لا يصل إلى الجوف.

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم في أشد الأيام حرارة، ولم ينه عن استنشاق البخار.

أن الصحابة والتابعين كانوا يصومون في أشد الأيام حرارة، ولم ينهوا عن استنشاق البخار.

2- الأدلة على القول الثاني:

استدل العلماء الذين قالوا بأن البخار يفطر الصائم إذا كان منفصلًا عن الماء بعدة أدلة، منها:

أن البخار في هذه الحالة يكون مادة مستقلة بذاتها.

أن البخار في هذه الحالة يصل إلى جوف الصائم.

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم في أشد الأيام حرارة، ولم ينه عن شرب الماء الساخن، وهذا يدل على أن الماء الساخن لا يفطر الصائم.

3- الأدلة على القول الثالث:

استدل العلماء الذين قالوا بأن البخار يفطر الصائم مطلقًا بعدة أدلة، منها:

أن البخار في هذه الحالة يكون مادة غازية.

أن البخار في هذه الحالة يصل إلى جوف الصائم.

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم في أشد الأيام حرارة، ولم ينه عن استنشاق البخار، وهذا يدل على أن البخار لا يفطر الصائم.

رابعًا: الراجح من أقوال العلماء:

الراجح من أقوال العلماء هو القول الأول القائل بأن البخار لا يفطر الصائم، لأن الأدلة التي استدلوا بها أقوى من الأدلة التي استدل بها العلماء القائلون بأن البخار يفطر الصائم.

خامسًا: حكم استنشاق البخار للصائم:

يجوز للصائم أن يستنشق البخار إذا كان منفصلًا عن الماء، أما إذا كان البخار متصلًا بالماء فلا يجوز للصائم أن يستنشقه.

سادسًا: حكم شرب الماء الساخن للصائم:

يجوز للصائم أن يشرب الماء الساخن، لأن الماء الساخن لا يصل إلى جوف الصائم.

سابعًا: حكم الاغتسال للصائم:

يجوز للصائم أن يغتسل، لأن الاغتسال لا يصل إلى جوف الصائم.

الخاتمة:

البخار لا يفطر الصائم، سواء كان منفصلًا عن الماء أم لا، لأن البخار ليس من الطعام ولا من الشراب، كما أنه لا يصل إلى الجوف. ويجوز للصائم أن يستنشق البخار إذا كان منفصلًا عن الماء، أما إذا كان البخار متصلًا بالماء فلا يجوز للصائم أن يستنشقه. ويجوز للصائم أن يشرب الماء الساخن، لأن الماء الساخن لا يصل إلى جوف الصائم. ويجوز للصائم أن يغتسل، لأن الاغتسال لا يصل إلى جوف الصائم.

أضف تعليق