هل البلح يرفع السكر؟
مقدمة
البلح هو فاكهة مغذية ولذيذة تتميز بمذاقها الحلو ومحتواها العالي من الألياف والسكريات الطبيعية. يعتبر البلح من الأطعمة الأساسية في العديد من الثقافات حول العالم، وله تاريخ طويل من الاستخدام في الطب التقليدي. لطالما كان السؤال المطروح هو: هل البلح يرفع السكر؟ وهل من الآمن لمرضى السكري تناوله؟ في هذه المقالة، سوف نستكشف الأدلة العلمية التي تناولت تأثير البلح على مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى الفوائد الصحية الأخرى التي يوفرها.
تأثير البلح على مستويات السكر في الدم
1. البلح يحتوي على نسبة عالية من السكريات الطبيعية:
يحتوي البلح على نسبة عالية من السكريات الطبيعية، مثل الجلوكوز والفركتوز، والتي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مؤقت في مستويات السكر في الدم بعد تناوله. ومع ذلك، فإن تأثير البلح على مستويات السكر في الدم يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك:
– الكمية المتناولة: تناول كميات صغيرة من البلح (حبة أو اثنتين) على مدار اليوم لا يؤثر بشكل ملحوظ على مستويات السكر في الدم.
– نوع البلح: بعض أنواع البلح تحتوي على نسبة أعلى من السكريات الطبيعية من أنواع أخرى. على سبيل المثال، البلح الرطب يحتوي على نسبة أعلى من السكريات مقارنة بالبلح الجاف.
– نضج البلح: البلح الناضج يحتوي على نسبة أعلى من السكريات الطبيعية مقارنة بالبلح غير الناضج.
2. البلح يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم:
على الرغم من احتواء البلح على نسبة عالية من السكريات الطبيعية، إلا أنه قد يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني. وذلك لأن البلح يحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) منخفض، مما يعني أنه يطلق السكريات ببطء في مجرى الدم، مما يساعد في منع حدوث ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم.
3. البلح غني بالألياف:
يحتوي البلح على كمية كبيرة من الألياف الغذائية، والتي تساعد في إبطاء امتصاص السكريات في مجرى الدم. وهذا يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم أكثر استقرارًا. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الألياف في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتعزز الشعور بالشبع.
4. البلح يحتوي على مركبات تساعد في تحسين حساسية الأنسولين:
يحتوي البلح على مركبات مثل حمض الكلوروجينيك وحمض الفيروليك، والتي تساعد في تحسين حساسية الأنسولين. وهذا يعني أن الجسم يصبح أكثر قدرة على استخدام الأنسولين لإزالة السكر من الدم.
5. البلح يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين:
قد يساعد البلح في تقليل مقاومة الأنسولين لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني. مقاومة الأنسولين هي حالة يصبح فيها الجسم أقل استجابة للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
6. البلح يحسن صحة القلب والأوعية الدموية:
يحتوي البلح على مركبات مضادة للأكسدة، مثل الفلافونويد والكاروتينات، والتي تساعد في حماية القلب والأوعية الدموية من التلف. كما يحتوي البلح على نسبة عالية من البوتاسيوم، وهو معدن مهم يساعد في خفض ضغط الدم.
7. البلح غني بالمعادن والفيتامينات:
البلح غني بالمعادن والفيتامينات المهمة، مثل:
– البوتاسيوم: يساعد في خفض ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب.
– المغنيسيوم: يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين وظائف الأعصاب والعضلات.
– النحاس: يساعد في إنتاج الطاقة والحفاظ على صحة الجهاز المناعي.
– فيتامين ب 6: يساعد في استقلاب الكربوهيدرات والبروتينات والدهون.
– فيتامين ج: يساعد في تعزيز المناعة ومحاربة الجذور الحرة.
الخلاصة
البلح هو فاكهة مغذية ولذيذة لها العديد من الفوائد الصحية. على الرغم من احتواء البلح على نسبة عالية من السكريات الطبيعية، إلا أنه قد لا يسبب ارتفاع كبير في مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول والنوع الثاني. وذلك لأن البلح يحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض، ويساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، ويحتوي على مركبات تساعد في تحسين حساسية الأنسولين وتقليل مقاومة الأنسولين. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي البلح على نسبة عالية من الألياف والمعادن والفيتامينات التي تدعم الصحة العامة. ومع ذلك، يجب على مرضى السكري استشارة أخصائي الرعاية الصحية قبل إضافة البلح إلى نظامهم الغذائي.