هل التداول في البورصة حرام

هل التداول في البورصة حرام

**هل التداول في البورصة حرام؟**

**مقدمة**

التداول في البورصة هو عملية شراء وبيع الأسهم أو السندات أو العملات أو السلع الأساسية الأخرى في سوق مالي منظم. إنها طريقة شائعة للمستثمرين لكسب المال، ولكنها تنطوي أيضًا على مخاطر كبيرة. في هذا المقال، سنناقش ما إذا كان التداول في البورصة حرامًا أم حلالًا من وجهة نظر الإسلام.

**أولاً: مفهوم التداول في البورصة**

التداول في البورصة هو عملية شراء وبيع الأسهم أو السندات أو العملات أو السلع الأساسية الأخرى في سوق مالي منظم. يتم ذلك من خلال وسطاء أو شركات وساطة مالية مرخصة من قبل الجهات التنظيمية المالية في كل دولة. يمكن للمستثمرين شراء وبيع هذه الأدوات المالية بهدف تحقيق الربح من فروق الأسعار بين وقت الشراء ووقت البيع.

**ثانياً: أنواع التداول في البورصة**

هناك نوعان رئيسيان من التداول في البورصة:

1. التداول قصير الأجل: وهو التداول الذي يتم فيه شراء وبيع الأسهم أو السندات أو العملات أو السلع الأساسية الأخرى في غضون فترة قصيرة من الزمن، عادةً أقل من عام.

2. التداول طويل الأجل: وهو التداول الذي يتم فيه شراء وبيع الأسهم أو السندات أو العملات أو السلع الأساسية الأخرى بهدف الاحتفاظ بها لفترة طويلة من الزمن، عادةً أكثر من عام.

**ثالثاً: المخاطر التي ينطوي عليها التداول في البورصة**

ينطوي التداول في البورصة على مخاطر كبيرة، بما في ذلك:

1. مخاطر السوق: وهي المخاطر الناجمة عن تقلبات الأسعار في السوق المالي. يمكن أن تؤدي هذه التقلبات إلى خسائر كبيرة للمستثمرين.

2. مخاطر السيولة: وهي المخاطر الناجمة عن صعوبة أو استحالة بيع أو شراء الأسهم أو السندات أو العملات أو السلع الأساسية الأخرى في وقت معين. يمكن أن تؤدي هذه الصعوبة إلى خسائر كبيرة للمستثمرين.

3. مخاطر الائتمان: وهي المخاطر الناجمة عن إعسار الشركة أو الجهة المصدرة للأسهم أو السندات أو العملات أو السلع الأساسية الأخرى. يمكن أن يؤدي هذا الإعسار إلى خسائر كبيرة للمستثمرين.

**رابعاً: موقف الإسلام من التداول في البورصة**

اختلف العلماء في موقف الإسلام من التداول في البورصة، حيث ذهب بعضهم إلى أنه حرام، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه حلال.

**الذين قالوا بحرمة التداول في البورصة**

استند الذين قالوا بحرمة التداول في البورصة إلى عدة أدلة، منها:

1. أن التداول في البورصة ينطوي على الغرر، وهو الجهالة في العقد. وذلك لأن المستثمر لا يعلم بشكل مؤكد سعر السهم أو السند أو العملة أو السلعة الأساسية الأخرى في وقت البيع.

2. أن التداول في البورصة ينطوي على الربا، وهو الزيادة في رأس المال دون مقابل شرعي. وذلك لأن المستثمر قد يحصل على أرباح من الأسهم أو السندات أو العملات أو السلع الأساسية الأخرى دون أن يقدم أي عمل أو إنتاج.

3. أن التداول في البورصة قد يؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد الوطني، وذلك بسبب المضاربات التي قد تحدث في السوق المالي.

**الذين قالوا بحل التداول في البورصة**

استند الذين قالوا بحلية التداول في البورصة إلى عدة أدلة، منها:

1. أن التداول في البورصة لا ينطوي على الغرر، وذلك لأن الأسعار في السوق المالي يتم تحديدها بشكل عادل وشفاف.

2. أن التداول في البورصة لا ينطوي على الربا، وذلك لأن المستثمر لا يحصل على أرباح من الأسهم أو السندات أو العملات أو السلع الأساسية الأخرى إلا مقابل شرائه لهذه الأصول المالية.

3. أن التداول في البورصة لا يؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد الوطني، وذلك لأن المضاربات التي قد تحدث في السوق المالي محدودة التأثير.

**خامساً: شروط التداول في البورصة**

إذا أراد المسلم أن يتداول في البورصة، فيجب عليه أن يلتزم بالشروط التالية:

1. أن يكون لديه العلم الكافي بسوق المال والاقتصاد.

2. أن يتداول في الأسهم أو السندات أو العملات أو السلع الأساسية الأخرى التي لا تتعلق بمحرمات شرعية.

3. أن يتجنب المضاربات في السوق المالي.

4. أن لا يستدين من أجل التداول في البورصة.

5. أن يتحمل المخاطر المترتبة على التداول في البورصة.

**سادساً: نصائح للمتداولين في البورصة**

إذا كنت تريد أن تتداول في البورصة، فإليك بعض النصائح التي يجب أن تتبعها:

1. تعلم أساسيات التداول في البورصة قبل أن تبدأ.

2. حدد أهدافك المالية بوضوح قبل أن تبدأ التداول.

3. قم بإدارة المخاطر بعناية.

4. كن صبورًا ولا تتسرع في اتخاذ القرارات.

5. لا تستثمر أكثر مما يمكنك أن تخسره.

**سابعاً: الخاتمة**

في النهاية، فإن التداول في البورصة هو قرار شخصي يعتمد على ظروفك المالية وأهدافك الاستثمارية. إذا كنت تفكر في التداول في البورصة، فتأكد من أنك تفهم المخاطر المترتبة على ذلك وأنك مستعد لتحملها.

أضف تعليق