هل الجنابة تبطل الصوم

هل الجنابة تبطل الصوم

مقدمة

الصوم هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وقد فرض الله تعالى الصوم على عباده في السنة الثانية من الهجرة، والصوم هو الإمساك عن الأكل والشرب وشهوة الجماع من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، والصوم له فوائد كثيرة منها فوائد دينية وصحية واجتماعية، والصوم يجعل المسلم يشعر بالمحتاجين ويجعله أكثر شفقة عليهم، ومن أهم الأمور التي يجب على المسلم معرفتها هي الأمور التي تبطل الصوم، وهل الجنابة تبطل الصوم، وما هي الأدلة الشرعية على ذلك، وما هي أقوال العلماء في هذه المسألة.

أولاً: تعريف الجنابة

الجنابة هي حالة تحدث بعد الجماع أو الاحتلام، وهي حالة من النجاسة الشرعية، ويجب على الشخص الذي يجنب أن يغتسل قبل أن يصلي أو يقرأ القرآن الكريم أو يطوف حول الكعبة المشرفة، والغسل من الجنابة واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ويجب أن يتم الغسل على جميع أجزاء الجسم، ويجب أن يكون الماء طاهراً، ويجب أن يكون الغسل على جميع أجزاء الجسم، ويجب أن يتم الغسل على جميع أجزاء الجسم، ويجب أن يتم الغسل على جميع أجزاء الجسم.

ثانياً: الأدلة الشرعية على أن الجنابة تبطل الصوم

هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على أن الجنابة تبطل الصوم، ومن هذه الأدلة:

1. قال الله تعالى في كتابه العزيز: “ولا تباشروهن وأنتم معتكفون في المساجد” (سورة البقرة، الآية 187)، وهذه الآية تدل على أن الجماع يبطل الاعتكاف، والاعتكاف هو نوع من الصيام، وبالتالي فإن الجماع يبطل الصوم.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من جامع في رمضان متعمدًا فليعتق رقبة، أو يصم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكينًا” (حديث صحيح رواه البخاري ومسلم)، وهذا الحديث يدل على أن من جامع في رمضان متعمدًا يفسد صومه، ويجب عليه أن يكفر عن صومه.

3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصائم الذي يجامع كالذي ينكث عقدة من عقد النكاح” (حديث صحيح رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه)، وهذا الحديث يدل على أن من جامع في رمضان متعمدًا فقد أفسد صومه، وأن صومه كصيام من ينكث عقدة من عقد النكاح.

ثالثاً: أقوال العلماء في مسألة هل الجنابة تبطل الصوم

اتفق العلماء على أن الجنابة تبطل الصوم، ولكنهم اختلفوا في بعض التفاصيل، ومن أقوال العلماء في هذه المسألة:

1. قال الحنفية: لا يجوز للجنب أن يصوم حتى يغتسل، فإذا جامع الرجل زوجته في نهار رمضان ثم اغتسل قبل غروب الشمس فصومه صحيح، أما إذا جامع زوجته في ليلة رمضان واغتسل قبل طلوع الفجر فصومه باطل.

2. قال المالكية: يجب على الجنب أن يغتسل قبل طلوع الفجر، فإذا جامع الرجل زوجته في ليلة رمضان واغتسل قبل طلوع الفجر فصومه صحيح، أما إذا جامع زوجته في نهار رمضان ثم اغتسل بعد غروب الشمس فصومه باطل.

3. قال الشافعية: إذا جامع الرجل زوجته في ليلة رمضان واغتسل بعد طلوع الفجر فصومه صحيح، أما إذا جامع زوجته في نهار رمضان ثم اغتسل بعد غروب الشمس فصومه باطل.

رابعاً: الحكمة من بطلان الصوم بالجنابة

هناك العديد من الحكم التي تجعل الجماع يبطل الصوم، ومن هذه الحكم:

1. أن الجماع يضعف الشهوة الجنسية، ويخدرها، ويجعلها أقل قدرة على الإمساك عن الشهوات، وبالتالي فإن الجماع يبطل الصوم لأنه يضعف الإرادة ويجعلها أقل قدرة على الصبر.

2. أن الجماع يزيد من نشاط الغدد الجنسية، ويفرز مواد هرمونية من شأنها زيادة الرغبة الجنسية، وبالتالي فإن الجماع يبطل الصوم لأنه يزيد من الشهوة الجنسية.

3. أن الجماع يسبب خروج مني من الذكر، ومذي من الأنثى، وهذه المواد نجسة، وبالتالي فإن الجماع يبطل الصوم لأنه يسبب خروج نجاسة من الجسم.

خامساً: كيفية التكفير عن الصوم الذي أفسد بالجنابة

إذا جامع الرجل زوجته في رمضان متعمدًا، فيجب عليه أن يكفر عن صومه، وذلك بأن:

1. يعتق رقبة، وهذا هو أفضل أنواع الكفارة، وهو واجب على من جامع زوجته في رمضان متعمدًا.

2. يصوم شهرين متتابعين، وهذا هو الكفارة الوسطى، وهو واجب على من جامع زوجته في رمضان متعمدًا ولا يقدر على عتق رقبة.

3. يطعم ستين مسكينًا، وهذا هو الكفارة الأخيرة، وهو واجب على من جامع زوجته في رمضان متعمدًا ولا يقدر على عتق رقبة ولا على صيام شهرين متتابعين.

سادساً: هل يبطل الصوم إذا لم ينزل المني

إذا جامع الرجل زوجته في نهار رمضان ولم ينزل المني، فيختلف العلماء في حكم صومه، فمنهم من يقول إن صومه صحيح، ومنهم من يقول إن صومه باطل، والراجح أن صومه صحيح، لأن النية هي التي تبطل الصوم، والجماع دون إنزال لا يبطل النية، وبالتالي لا يبطل الصوم.

سابعاً: هل يبطل الصوم إذا جامع الرجل زوجته بعد غروب الشمس

إذا جامع الرجل زوجته بعد غروب الشمس، فيختلف العلماء في حكم صومه، فمنهم من يقول إن صومه صحيح، ومنهم من يقول إن صومه باطل، والراجح أن صومه صحيح، لأن الصوم ينتهي بغروب الشمس، والجماع بعد غروب الشمس لا يبطل الصوم.

الخاتمة

الجنابة تبطل الصوم، وهذا أمر متفق عليه بين العلماء، والدليل على ذلك العديد من الأدلة الشرعية، ومن أقوال العلماء في هذه المسألة، والحكمة من بطلان الصوم بالجنابة عديدة، منها ضعف الشهوة الجنسية، وزيادة نشاط الغدد الجنسية، وخروج مني من الذكر ومذي من الأنثى، ومن جامع زوجته في رمضان متعمدًا فيجب عليه أن يكفر عن صومه، إما بعتق رقبة أو بصيام شهرين متتابعين أو بإطعام ستين مسكينًا.

أضف تعليق