هل الحلف بغير الله شرك

هل الحلف بغير الله شرك

هل الحلف بغير الله شرك؟

المقدمة:

الحلف هو القسم أو العهد المؤكد، ويقسم المسلمون في عهودهم وأيمانهم بالله عز وجل وحده، وذلك لأن الحلف هو نوع من العبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده. وقد نهى الله عز وجل عن الحلف بغيره، وجعله شركًا، فقال تعالى: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ) [البقرة: 224].

أقسام الحلف:

الحلف بالله عز وجل: وهذا هو الحلف الذي يجب على المسلم أن يحلف به، قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا) [النحل: 91].

الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم: وهذا جائز، ولكن لا يجوز أن يكون الحلف به أكثر من الحلف بالله عز وجل، قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَتَّقُوا الطَّاغُوتَ) [التوبة: 28].

الحلف بالمخلوقات: وهذا هو الحلف الذي نهى الله عز وجل عنه، قال تعالى: (وَلَا تَحْلِفُوا بِغَيْرِ اللَّهِ) [البقرة: 224].

أحكام الحلف بغير الله عز وجل:

الحلف بغير الله عز وجل شرك: لأن الحلف هو نوع من العبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده، قال تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) [المؤمنون: 117].

الحلف بغير الله عز وجل موجب للكفارة: فإذا حلف المسلم بغير الله عز وجل، فعليه أن يكفر عن يمينه، قال تعالى: (وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَةُ يَمِينِكُمْ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) [المائدة: 89].

الحلف بغير الله عز وجل موجب للإثم: فإذا حلف المسلم بغير الله عز وجل، أثم بذلك، قال تعالى: (وَلَا تَحْلِفُوا بِاللَّهِ كَذِبًا فَتَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [الحج: 30].

أنواع الحلف بغير الله عز وجل:

الحلف بالكواكب: كان العرب في الجاهلية يحلفون بالكواكب، وكانوا يعتقدون أنها تؤثر في حياتهم، ولذلك كانوا يتقربون إليها بالحلف بها، قال تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى) [النجم: 49].

الحلف بالأصنام: كان العرب في الجاهلية يحلفون بالأصنام، وكانوا يعتقدون أنها آلهة، ولذلك كانوا يتقربون إليها بالحلف بها، قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة: 125].

الحلف بالمخلوقات الأخرى: كان العرب في الجاهلية يحلفون بالمخلوقات الأخرى، مثل الحيوانات والنباتات، وكانوا يعتقدون أنها لها تأثير في حياتهم، ولذلك كانوا يتقربون إليها بالحلف بها، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا) [الإسراء: 101].

أسباب تحريم الحلف بغير الله عز وجل:

أن الحلف بغير الله عز وجل شرك: لأن الحلف هو نوع من العبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده، قال تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) [المؤمنون: 117].

أن الحلف بغير الله عز وجل يقلل من شأن الله عز وجل: لأن الحلف بغير الله عز وجل يعني أن المسلم يعتقد أن المخلوقات الأخرى لها تأثير في حياته، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تَشْرِكُوا بِاللَّهِ اسْتَكْبَرُوا وَقَالُوا أَإِلَهُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ بَلْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) [ص: 79].

أن الحلف بغير الله عز وجل يجعل المسلم عرضة للكفر: لأن الحلف بغير الله عز وجل يعني أن المسلم يعتقد أن المخلوقات الأخرى لها تأثير في حياته، وهذا قد يؤدي به إلى الشرك، قال تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) [يونس: 106].

الفرق بين الحلف بالله عز وجل والحلف بغيره:

الحلف بالله عز وجل عبادة: لأن الحلف بالله عز وجل يعني أن المسلم يعتقد أن الله عز وجل وحده هو الذي يؤثر في حياته، وهذا نوع من العبادة، قال تعالى: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحج: 29].

الحلف بغير الله عز وجل

أضف تعليق