حكم الحلف بالنبي

حكم الحلف بالنبي

المقدمة

الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم من الأمور التي اختلف فيها العلماء، والراجح عند جمهور العلماء أن الحلف بالنبي حرام لأنه من قبيل القسم بغير الله تعالى، ومن أقسم بالنبي فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم شريكًا لله في الإلهية، وكما أن الحلف بالنبي حرام، فإن الحلف بالأنبياء جميعًا حرام أيضًا، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله تعالى.

صور الحلف بالنبي

الحلف باسم النبي صلى الله عليه وسلم.

الحلف بصفة من صفاته، مثل: “والله الذي أرسل محمدًا”.

الحلف بزمانه، مثل: “والله الذي أرسل محمدًا في زمن قريش”.

الحلف بمكانه، مثل: “والله الذي أرسل محمدًا في مكة”.

الحلف بشريعته، مثل: “والله الذي أنزل على محمد الشريعة”.

الحلف بأمته، مثل: “والله الذي جعل محمدًا نبيًا لأمته”.

الحلف بكتابه، مثل: “والله الذي أنزل على محمد القرآن”.

حكم الحلف بالنبي

أولًا: الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم حرام، وعلى الإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يتوب إلى الله تعالى.

ثانيًا: من حلف بالنبي صلى الله عليه وسلم جهلًا أو نسيانًا، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى وأن يستغفره.

ثالثًا: من تعمد الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم فعليه التوبة إلى الله تعالى، وعليه أن يكفر عن يمينه، والكفارة إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فليصم ثلاثة أيام.

أدلة تحريم الحلف بالنبي

قوله تعالى: “وأن لا تقسموا بغير الله”.

قوله تعالى: “فلا أقسم برب المشارق والمغارب”.

قوله صلى الله عليه وسلم: “من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك”.

قوله صلى الله عليه وسلم: “من حلف بغير الله برئت منه الذمة”.

قوله صلى الله عليه وسلم: “من حلف بغير الله فقد كفر بالله”.

الفرق بين الحلف بالنبي والحلف بغير الله تعالى

أولًا: الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم هو حلف بغير الله تعالى، وهذا حرام شرعًا، أما الحلف بغير الله تعالى فهو حرام أيضًا، إلا أنه ليس من قبيل الشرك الأكبر، مثل الحلف بالكعبة أو الحجر الأسود، لأن الحلف بغير الله تعالى لا يجعل المخلوق شريكًا لله تعالى في الإلهية.

ثانيًا: الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم هو حلف بمن هو دون الله تعالى، وهذا حرام شرعًا، أما الحلف بغير الله تعالى فهو حرام أيضًا، إلا أنه ليس من قبيل الحلف بمن هو دون الله تعالى، مثل الحلف بالكعبة أو الحجر الأسود، لأن الحلف بغير الله تعالى لا يجعل المخلوق دون الله تعالى في الإلهية.

ثالثًا: الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم هو حلف بمن هو ميت، وهذا حرام شرعًا، أما الحلف بغير الله تعالى فهو حرام أيضًا، إلا أنه ليس من قبيل الحلف بمن هو ميت، مثل الحلف بالكعبة أو الحجر الأسود، لأن الحلف بغير الله تعالى لا يجعل المخلوق ميتًا.

الآثار المترتبة على الحلف بالنبي

أولًا: وقوع الحالف في معصية كبيرة، وغضب الله تعالى عليه.

ثانيًا: حرمة الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم تجعل الحالف معرضًا للعقوبة في الدنيا والآخرة.

ثالثًا: الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم يبطل الحلف، ولا يجب على الحالف الوفاء به.

الخاتمة

الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم حرام، وعلى الإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يتوب إلى الله تعالى، ومن حلف بالنبي صلى الله عليه وسلم فعليه التوبة إلى الله تعالى وأن يكفر عن يمينه، وعلى المسلم أن يتجنب الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن يتجنب الحلف بغير الله تعالى، كما يجب عليه أن يحرص على الحلف بكلام الله تعالى أو بكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

أضف تعليق