حكم الحلف بالطلاق على زوجته إن فعلت شيئًا وفعلته
مقدمة:
الحلف بالطلاق من المسائل التي يكثر الخلاف فيها بين الفقهاء، فمنهم من يرى أن الحلف بالطلاق على الزوجة إذا فعلت شيئًا معينًا هو يمين منعقد يلزم الوفاء به، ومنهم من يرى أنه يمين غير منعقد لا يلزم الوفاء به.
أولاً: أقسام الحلف بالطلاق:
1. الحلف بالطلاق على زوجته إن فعلت شيئًا مباحًا:
– إذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا مباحًا، مثل الخروج من المنزل أو زيارة أهلها، ثم فعلته، فلا يحنث الرجل ولا يلزمه طلاق زوجته.
– لأن الحلف على شيء مباح لا يمنع من فعله، ولا يجعل فعله محرمًا، فلا يكون هناك ما يوجب الحنث والطلاق.
– وقد نص الفقهاء على أن الحلف على شيء مباح لا يمنع من فعله، ولا يجعل فعله محرمًا، فلا يكون هناك ما يوجب الحنث والطلاق.
2. الحلف بالطلاق على زوجته إن فعلت شيئًا محرمًا:
– إذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا محرمًا، مثل شرب الخمر أو الزنا، ثم فعلته، فإن الحلف منعقد ويلزم الوفاء به.
– لأن الحلف على شيء محرم يجعل فعله محرّمًا، وقد نهى الله عن الحلف على شيء محرم فقال تعالى: {وَلاَ تُحَافِظُوا بِأَيْمَانِكُمْ}.
– وقال صلى الله عليه وسلم: “من حلف على شيء وهو يرى أنه خير ثم رأى غيره خيرًا منه فليفعل الخير وليكفر عن يمينه”.
3. الحلف بالطلاق على زوجته إن فعلت شيئًا موقوفًا:
– إذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا موقوفًا على إذن أو شرط، مثل الخروج من المنزل بإذن الزوج، ثم فعلته بدون إذن الزوج، فإن الحلف منعقد ويلزم الوفاء به.
– لأن الحلف على شيء موقوف على إذن أو شرط يجعل فعله محرمًا إذا لم يكن هناك إذن أو شرط، وقد نهى الله عن الحلف على شيء محرم فقال تعالى: {وَلاَ تُحَافِظُوا بِأَيْمَانِكُمْ}.
– وقال صلى الله عليه وسلم: “من حلف على شيء وهو يرى أنه خير ثم رأى غيره خيرًا منه فليفعل الخير وليكفر عن يمينه”.
4. الحلف بالطلاق على زوجته إن فعلت شيئًا معلومًا أو مجهولًا:
– إذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا معلومًا، مثل ألا تخرج من المنزل، ثم فعلته، فإن الحلف منعقد ويلزم الوفاء به.
– لأن الحلف على شيء معلوم يجعل فعله محرمًا، وقد نهى الله عن الحلف على شيء محرم فقال تعالى: {وَلاَ تُحَافِظُوا بِأَيْمَانِكُمْ}.
– وقال صلى الله عليه وسلم: “من حلف على شيء وهو يرى أنه خير ثم رأى غيره خيرًا منه فليفعل الخير وليكفر عن يمينه”.
– وإذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا مجهولًا، مثل ألا تفعل شيئًا يغضبه، ثم فعلته، فإن الحلف غير منعقد ولا يلزم الوفاء به.
– لأن الحلف على شيء مجهول لا يجعل فعله محرمًا، فلا يكون هناك ما يوجب الحنث والطلاق.
5. الحلف بالطلاق على زوجته إن فعلت شيئًا بنفسها أو بغيرها:
– إذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا بنفسها، مثل ألا تخرج من المنزل، ثم فعلته بنفسها، فإن الحلف منعقد ويلزم الوفاء به.
– لأن الحلف على شيء بنفسها يجعل فعله محرمًا، وقد نهى الله عن الحلف على شيء محرم فقال تعالى: {وَلاَ تُحَافِظُوا بِأَيْمَانِكُمْ}.
– وقال صلى الله عليه وسلم: “من حلف على شيء وهو يرى أنه خير ثم رأى غيره خيرًا منه فليفعل الخير وليكفر عن يمينه”.
– وإذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا بغيرها، مثل ألا يخرجها أحد من المنزل، ثم فعلته بغيرها، فإن الحلف غير منعقد ولا يلزم الوفاء به.
– لأن الحلف على شيء بغيرها لا يجعل فعله محرمًا، فلا يكون هناك ما يوجب الحنث والطلاق.
6. الحلف بالطلاق على زوجته إن فعلت شيئًا في زمن معلوم أو مجهول:
– إذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا في زمن معلوم، مثل ألا تخرج من المنزل في شهر رمضان، ثم فعلته في شهر رمضان، فإن الحلف منعقد ويلزم الوفاء به.
– لأن الحلف على شيء في زمن معلوم يجعل فعله محرمًا في ذلك الزمن، وقد نهى الله عن الحلف على شيء محرم فقال تعالى: {وَلاَ تُحَافِظُوا بِأَيْمَانِكُمْ}.
– وقال صلى الله عليه وسلم: “من حلف على شيء وهو يرى أنه خير ثم رأى غيره خيرًا منه فليفعل الخير وليكفر عن يمينه”.
– وإذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا في زمن مجهول، مثل ألا تخرج من المنزل أبدًا، ثم فعلته في أي زمن، فإن الحلف غير منعقد ولا يلزم الوفاء به.
– لأن الحلف على شيء في زمن مجهول لا يجعل فعله محرمًا، فلا يكون هناك ما يوجب الحنث والطلاق.
7. الحلف بالطلاق على زوجته إن فعلت شيئًا بشرط أو بدون شرط:
– إذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا بشرط، مثل ألا تخرج من المنزل إلا بإذنه، ثم فعلته بدون إذنه، فإن الحلف منعقد ويلزم الوفاء به.
– لأن الحلف على شيء بشرط يجعل فعله محرمًا إذا لم يتحقق الشرط، وقد نهى الله عن الحلف على شيء محرم فقال تعالى: {وَلاَ تُحَافِظُوا بِأَيْمَانِكُمْ}.
– وقال صلى الله عليه وسلم: “من حلف على شيء وهو يرى أنه خير ثم رأى غيره خيرًا منه فليفعل الخير وليكفر عن يمينه”.
– وإذا حلف الرجل على زوجته ألا تفعل شيئًا بدون شرط، مثل ألا تخرج من المنزل، ثم فعلته، فإن الحلف غير منعقد ولا يلزم الوفاء به.
– لأن الحلف على شيء بدون شرط لا يجعل فعله محرمًا، فلا يكون هناك ما يوجب الحنث والطلاق.
خاتمة:
الحلف بالطلاق على الزوجة إذا فعلت شيئًا معينًا هو مسألة خلافية بين الفقهاء، وقد ذكرنا أقوال الفقهاء في هذه المسألة، وبيَّنَّا الحالات التي يكون فيها الحلف منعقدًا ويلزم الوفاء به، والحالات التي يكون فيها الحلف غير منعقد ولا يلزم الوفاء به.