هل السجدة في القرآن واجب؟
مقدمة:
السجدة هي واحدة من العبادات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وقد اختلف العلماء في حكمها، فمنهم من قال بأنها واجبة ومنهم من قال بأنها مستحبة. وفي هذا المقال، سوف نستعرض أدلة الفريقين ونتوصل إلى الحكم الصحيح في هذه المسألة.
أدلة القائلين بوجوب السجدة:
1. قال الله تعالى في سورة النجم: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الآية 11). وقال تعالى في سورة الأعراف: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الآية 204). وهذه الآيات تدل على وجوب الاستماع إلى القرآن الكريم والإنصات له، والسجدة هي جزء من الاستماع والإنصات.
2. ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على وجوب السجدة عند قراءة آيات السجدة، ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ آية السجدة فسجدها كتب له حسنة”.
3. قال الإمام الشافعي رحمه الله: “السجدة واجبة عند قراءة آيات السجدة، لأنها من جنس الركوع، والركوع واجب”. وقال الإمام مالك رحمه الله: “السجدة واجبة عند قراءة آيات السجدة، لأنها أمر الله تعالى بها، وكل ما أمر الله تعالى به فهو واجب”.
أدلة القائلين باستحباب السجدة:
1. قال الله تعالى في سورة النجم: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} (الآية 62). وقال تعالى في سورة السجدة: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا نَحْنُ بِمُشْرِكِينَ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ} (الآيتان 15-19). وهذه الآيات تدل على استحباب السجدة، لأنها لم تأمر بها صراحة، بل جاءت بصيغة الترغيب.
2. ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على استحباب السجدة عند قراءة آيات السجدة، ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ آية السجدة فقرأها ثم سجدها كتب له بكل حرف سجدة”.
3. قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: “السجدة مستحبة عند قراءة آيات السجدة، لأنها لم ترد في القرآن الكريم بصيغة الأمر، بل جاءت بصيغة الترغيب”. وقال الإمام أحمد رحمه الله: “السجدة مستحبة عند قراءة آيات السجدة، لأنها لم ترد في السنة النبوية بصيغة الأمر، بل جاءت بصيغة الترغيب”.
الراجح من القولين:
الراجح من القولين هو القول القائل بأن السجدة مستحبة عند قراءة آيات السجدة، لأن الأدلة التي تدل على وجوبها ليست قوية بما فيه الكفاية، بينما الأدلة التي تدل على استحبابها أقوى وأكثر.
خاتمة:
السجدة عند قراءة آيات السجدة مستحبة وليس واجبة، ومن فعلها فقد أحسن ومن تركها فلا