هل الطلاق الشفوى يقع

هل الطلاق الشفوى يقع

مقدمة:

الطلاق هو حل عقدة الزواج، وهو من الأمور التي أباحها الإسلام ولكن كرهها، لما لها من آثار سلبية على الزوجين والأبناء والمجتمع، ولذلك شرع الإسلام عدة إجراءات وخطوات للحد من حدوثه، منها وجوب إشهار الطلاق وتوثيقه، وذلك حتى لا يكون الطلاق أمراً سرياً يتم التلاعب به. وفي هذا المقال، سنتناول حكم الطلاق الشفوي في الإسلام، وهل يقع الطلاق الشفوي أم لا.

1. تعريف الطلاق الشفوي:

الطلاق الشفوي هو الطلاق الذي يتم عن طريق قول الزوج لزوجته عبارة “أنت طالق” أو ما شابه ذلك من العبارات الدالة على الطلاق، دون أن يكون هناك أي إجراءات أو وثائق رسمية تثبت وقوع الطلاق.

2. حكم الطلاق الشفوي في الإسلام:

اختلف الفقهاء في حكم الطلاق الشفوي، فذهب بعضهم إلى أنه يقع الطلاق الشفوي إذا كان الزوج قاصداً للطلاق، بينما ذهب آخرون إلى أنه لا يقع الطلاق الشفوي إلا إذا كان هناك شهود عدول على وقوع الطلاق.

3. أدلة القائلين بوقوع الطلاق الشفوي:

استدل القائلون بوقوع الطلاق الشفوي بعدة أدلة، منها:

قول الله تعالى: “وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ” (البقرة: 237). ففي هذه الآية، ذكر الله تعالى الطلاق قبل المسيس، ولم يشترط في وقوعه أي إجراءات أو وثائق رسمية.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “أيما رجل قال لامرأته أنت طالق، فهي طالق” (رواه أبو داود). ففي هذا الحديث، لم يشترط النبي صلى الله عليه وسلم أي إجراءات أو وثائق رسمية لوقوع الطلاق.

4. أدلة القائلين بعدم وقوع الطلاق الشفوي:

استدل القائلون بعدم وقوع الطلاق الشفوي بعدة أدلة، منها:

قول الله تعالى: “وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا” (النساء: 35). ففي هذه الآية، أمر الله تعالى بالتدخل لمحاولة الإصلاح بين الزوجين إذا خشي الشقاق بينهما، ولم يأمر بالطلاق مباشرة.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا طلاق إلا في نكاح” (رواه ابن ماجه). ففي هذا الحديث، اشترط النبي صلى الله عليه وسلم وجود عقد نكاح صحيح حتى يقع الطلاق.

5. الراجح في حكم الطلاق الشفوي:

الراجح في حكم الطلاق الشفوي هو أنه لا يقع الطلاق الشفوي إلا إذا كان هناك شهود عدول على وقوع الطلاق. وذلك لأن الطلاق من الأمور الخطيرة التي لها آثار سلبية كبيرة على الزوجين والأبناء والمجتمع، ولذلك يجب أن يكون هناك إجراءات ووثائق رسمية تثبت وقوع الطلاق حتى لا يكون الطلاق أمراً سرياً يتم التلاعب به.

6. الحكمة من عدم وقوع الطلاق الشفوي:

الحكمة من عدم وقوع الطلاق الشفوي هي الحفاظ على تماسك الأسرة، ومنع الطلاق التعسفي، وإعطاء الزوجين فرصة لإعادة النظر في قرارهما قبل وقوع الطلاق.

7. الخاتمة:

الطلاق الشفوي هو الطلاق الذي يتم عن طريق قول الزوج لزوجته عبارة “أنت طالق” أو ما شابه ذلك من العبارات الدالة على الطلاق، دون أن يكون هناك أي إجراءات أو وثائق رسمية تثبت وقوع الطلاق. واختلف الفقهاء في حكم الطلاق الشفوي، فذهب بعضهم إلى أنه يقع الطلاق الشفوي إذا كان الزوج قاصداً للطلاق، بينما ذهب آخرون إلى أنه لا يقع الطلاق الشفوي إلا إذا كان هناك شهود عدول على وقوع الطلاق. والراجح في حكم الطلاق الشفوي هو أنه لا يقع الطلاق الشفوي إلا إذا كان هناك شهود عدول على وقوع الطلاق. وذلك لأن الطلاق من الأمور الخطيرة التي لها آثار سلبية كبيرة على الزوجين والأبناء والمجتمع، ولذلك يجب أن يكون هناك إجراءات ووثائق رسمية تثبت وقوع الطلاق حتى لا يكون الطلاق أمراً سرياً يتم التلاعب به.

أضف تعليق