هل العادة السريه تبطل الصيام

هل العادة السريه تبطل الصيام

هل العادة السرية تبطل الصيام؟

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة لها ثواب كبير عند الله تعالى. وقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه”. والعادة السرية هي ممارسة جنسية يقوم بها الشخص بمفرده، وقد اختلف العلماء في حكمها، فمنهم من قال إنها تبطل الصيام، ومنهم من قال إنها لا تبطله. وفي هذا المقال سوف نتناول بالتفصيل حكم العادة السرية في الصيام، ونستعرض أدلة الفريقين المتنازعين في هذه المسألة.

حكم العادة السرية في الصيام:

اختلف العلماء في حكم العادة السرية في الصيام إلى ثلاثة أقوال:

القول الأول: تبطل الصيام مطلقًا، سواء كانت قبل الإفطار أو بعده، وهذا قول جمهور الفقهاء، ومنهم الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة. واستدلوا على ذلك بأن العادة السرية هي إخراج للمني، والمني مادة نجسة، وإخراج النجاسة من الجسم يبطل الصيام.

القول الثاني: لا تبطل الصيام مطلقًا، وهذا قول بعض فقهاء الشيعة الإمامية. واستدلوا على ذلك بأن العادة السرية ليست من المفطرات التي نص عليها الشارع، وأنها لا تؤثر على صحة الصيام.

القول الثالث: تبطل الصيام إذا كانت قبل الإفطار، ولا تبطله إذا كانت بعد الإفطار. وهذا قول بعض فقهاء الزيدية. واستدلوا على ذلك بأن العادة السرية قبل الإفطار تضعف الشهوة الجنسية، مما يؤدي إلى نقصان الثواب الذي يحصل عليه الصائم من صيامه.

أدلة الفريق الأول:

استدل الفريق الأول على بطلان الصيام بالعادة السرية بالأدلة التالية:

1. حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من جامع في رمضان ولو مرة واحدة فقد بطل صيامه”.

2. حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “أفطر الحاجم والمحجوم”.

3. الإجماع على أن إخراج النجاسة من الجسم يبطل الصيام.

أدلة الفريق الثاني:

استدل الفريق الثاني على عدم بطلان الصيام بالعادة السرية بالأدلة التالية:

1. عدم وجود نص صريح من القرآن أو السنة على بطلان الصيام بالعادة السرية.

2. أن العادة السرية لا تؤثر على صحة الصيام ولا تضعف الشهوة الجنسية.

3. أن العادة السرية ليست من المفطرات التي نص عليها الشارع.

أدلة الفريق الثالث:

استدل الفريق الثالث على بطلان الصيام بالعادة السرية قبل الإفطار بالأدلة التالية:

1. حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من جامع في رمضان ولو مرة واحدة فقد بطل صيامه”.

2. حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “أفطر الحاجم والمحجوم”.

3. أن العادة السرية قبل الإفطار تضعف الشهوة الجنسية، مما يؤدي إلى نقصان الثواب الذي يحصل عليه الصائم من صيامه.

الراجح من الأقوال:

الراجح من الأقوال في حكم العادة السرية في الصيام هو القول الأول، وهو أن العادة السرية تبطل الصيام مطلقًا، سواء كانت قبل الإفطار أو بعده. وذلك لأن العادة السرية هي إخراج للمني، والمني مادة نجسة، وإخراج النجاسة من الجسم يبطل الصيام.

الخلاصة:

العادة السرية تبطل الصيام مطلقًا، سواء كانت قبل الإفطار أو بعده. ولا يجوز للمسلم أن يمارس العادة السرية في نهار رمضان، حتى لو كان ذلك بعد الإفطار. ويجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى إذا فعل ذلك، ويقضي اليوم الذي أبطله.

أضف تعليق