مقدمة
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادةٌ عظيمةٌ فيها الكثير من الفضائل والأجر والثواب، وقد شرعه الله -تعالى- على عباده المسلمين في شهر رمضان المبارك، وهو شهرٌ فضيلٌ ومعظمٌ عند الله -تعالى-، وقد بيَّن الله -تعالى- في كتابه الكريم شروط وأحكام الصيام، ومنها ما يبطله ومنها ما لا يبطله، ومن الأمور التي قد يقع فيها البعض خلال شهر رمضان المبارك هي العادة السرية، فما حكمها في الصيام؟ وهل تُبطل الصيام أم لا؟
حكم العادة السرية في الصيام
اتفق جمهور الفقهاء على أن العادة السرية تبطل الصيام في رمضان، وذلك لأنها تُعدُّ من الجماع الذي يُبطل الصيام، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “من جامع في رمضان متعمدًا فسد صومه”.
أدلة تحريم العادة السرية في الصيام
هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تُحرم العادة السرية في الصيام، منها:
الدليل الأول: قوله تعالى: “وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل”.
الدليل الثاني: قوله تعالى: “فمن شهد منكم الشهر فليصمه”.
الدليل الثالث: قوله تعالى: “ولا تفسدوا صيامكم بالأكل والشرب”.
الدليل الرابع: قوله تعالى: “ولا تُباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد”.
مَن جامع في نهار رمضان متعمِّدًا
مَن جامع في نهار رمضان متعمِّدًا فقد أفسد صومه، وعليه قضاء ذلك اليوم، ويجب عليه التوبة والاستغفار من الله -تعالى-، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “من جامع في رمضان متعمدًا فسد صومه”.
مَن جامع في نهار رمضان ناسيا أو مُكْرَهًا
مَن جامع في نهار رمضان ناسيا أو مُكْرَهًا فلا يُفسد صومه، ولا شيء عليه، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه”.
مَن جامع في نهار رمضان مُكَرَهًا
مَن جامع في نهار رمضان مُكَرَهًا فلا يُفسد صومه، ولا شيء عليه، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “من أكره على شيء وليس طائعًا فلا شيء عليه”.
مَن جامع في نهار رمضان جاهلا
مَن جامع في نهار رمضان جاهلا بحكمه فلا يُفسد صومه، ولا شيء عليه، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه”.
خاتمة
في الختام، فإن العادة السرية تُبطل الصيام في رمضان، كما يُبطل الصيام الجماع وغيره من المُفطرات، ويجب على المسلم أن يتجنب الوقوع في أي من هذه المُفطرات حتى لا يفسد صومه، ويجب عليه التوبة والاستغفار من الله -تعالى- إن وقع في أي منها.