هل العادة من الكبائر

هل العادة من الكبائر

مقدمة:

إن العادة من الأمور التي انتشرت بين المسلمين في الآونة الأخيرة، وهي عادة سيئة للغاية ولها العديد من المضار الصحية والنفسية والاجتماعية، وقد نهى عنها الإسلام تحريمًا شديدًا، فعن ابن غنام الأنصاري قال: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذ أقبل إليه رجل، فقال: يا رسول الله، إني أستحيي من الله أن أسألك عن شيء من شأني، فقال: سل عما شئت، فقال: إني أستمني، وكان قد أصابه وجع البطن، فقال: لعلك تترك؟ قال: نعم، فقال: صدق الله وكذب بطنك، والله أحق أن يستحيا منه) رواه الإمام أحمد.

هل العادة من الكبائر؟

اختلف العلماء في حكم العادة، فذهب بعضهم إلى أنها من الكبائر، وذلك لما لها من مضار كثيرة على الفرد والمجتمع، واستدلوا على ذلك بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) رواه البخاري.

أما الاتجاه المقابل، فيرى أن العادة ليست من الكبائر، وإنما هي من المعاصي الصغائر، واستدلوا على ذلك بحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى من هذه القاذورات شيئًا فليتتبعه بغسل، فإنها كفارة له) رواه الإمام أحمد.

مخاطر العادة:

– الأضرار الصحية: يمكن أن تؤدي العادة إلى العديد من المشاكل الصحية، منها: الضعف الجنسي، والعقم، والتهابات الجهاز التناسلي، واضطرابات النوم، والقلق والاكتئاب.

– الأضرار النفسية: يمكن أن تؤدي العادة إلى مشاكل نفسية عديدة، منها: الشعور بالذنب والعار، وفقدان الثقة بالنفس، والانطواء الاجتماعي، والعزلة.

– الأضرار الاجتماعية: يمكن أن تؤدي العادة إلى مشاكل اجتماعية عديدة، منها: الانحراف الجنسي، وزيادة معدلات الطلاق، وانهيار الأسرة.

أسباب العادة:

هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تعاطي العادة، منها:

– الجهل بمضار العادة: كثير من الشباب لا يعرفون مضار العادة، وهذا ما يجعلهم يتعاطونها دون خوف أو تردد.

– الفراغ والملل: إن الفراغ والملل من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي العادة، وذلك لأن الشباب لا يجدون ما يفعلونه، فيلجأون إلى العادة كوسيلة لتسلية أنفسهم.

– الأفلام والمسلسلات الإباحية: تشكل الأفلام والمسلسلات الإباحية خطرًا كبيرًا على الشباب، حيث أنها تعمل على تحفيز الرغبات الجنسية لديهم، وقد تؤدي إلى تعاطي العادة.

علاج العادة:

– الإقلاع عن العادة: الخطوة الأولى في علاج العادة هي الإقلاع عنها نهائيًا، وهذا يتطلب عزيمة وإرادة قوية من الشاب.

– الابتعاد عن مثيرات العادة: يجب على الشاب أن يبتعد عن كل ما يمكن أن يثير عادته، مثل الأفلام والمسلسلات الإباحية، والصور الجنسية، والحديث عن الجنس.

– ملء الفراغ: يجب على الشاب أن يملأ فراغه بالأنشطة المفيدة، مثل ممارسة الرياضة، أو القراءة، أو الخروج مع الأصدقاء.

التوبة والاستغفار: يجب على الشاب أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره عن هذه المعصية، وأن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يعينه على الإقلاع عن العادة.

الاستعانة بالطبيب: في الحالات الشديدة، قد يحتاج الشاب إلى الاستعانة بالطبيب النفسي لمساعدته على الإقلاع عن العادة.

الخاتمة:

العادة من الأمور التي حذر منها الإسلام تحريمًا شديدًا، ولها العديد من المضار الصحية والنفسية والاجتماعية، ويجب على الشباب أن يتعرفوا على هذه المضار وأن يتجنبوا تعاطي العادة، وأن يسارعوا بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى.

أضف تعليق