هل القرفة ترفع السكر؟
تعد القرفة من التوابل الشعبية المستخدمة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، ونظرًا لقيمتها الغذائية، فقد اكتسبت سمعة طيبة بين الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، وغالباً ما يُسأل ما إذا كانت القرفة ترفع مستويات السكر في الدم، وفي هذا المقال، سنستكشف العلاقة بين القرفة ومستويات السكر في الدم.
1. القرفة والسكري: نظرة عامة
مرض السكري هو حالة مزمنة تتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم، وهناك نوعان رئيسيان من مرض السكري: النوع الأول والنوع الثاني.
في النوع الأول من مرض السكري، لا ينتج الجسم الأنسولين، وهو هرمون ضروري لنقل السكر من الدم إلى الخلايا، وفي النوع الثاني من مرض السكري، لا يستطيع الجسم الاستجابة للأنسولين بشكل صحيح.
تُستخدم القرفة منذ فترة طويلة في الطب التقليدي لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، بما في ذلك مرض السكري، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن للقرفة خصائص تساعد على خفض مستويات السكر في الدم.
2. المركبات الفعالة في القرفة
تحتوي القرفة على العديد من المركبات الفعالة، بما في ذلك السينامالديهيد، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي يُعتقد أنها مسؤولة عن العديد من الآثار الصحية للقرفة.
يُعتقد أن السينامالديهيد يحسن حساسية الأنسولين، مما يسمح للخلايا بامتصاص السكر من الدم بشكل أكثر فعالية.
بالإضافة إلى السينامالديهيد، تحتوي القرفة على مركبات أخرى مثل حمض السيناميك وحمض الفيرليك، والتي يُعتقد أنها لها أيضًا تأثيرات مضادة لمرض السكري.
3. الدراسات السريرية حول القرفة ومرض السكري
أُجريت العديد من الدراسات السريرية لتقييم آثار القرفة على مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري.
أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 60 شخصًا مصابًا بداء السكري من النوع 2 أن تناول 1 أو 3 أو 6 جرام من القرفة يوميًا لمدة 40 يومًا أدى إلى انخفاض كبير في مستويات السكر في الدم والدهون الثلاثية والكوليسترول الضار (LDL) وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL).
أظهرت دراسة أخرى أجريت على 116 شخصًا مصابًا بداء السكري من النوع 2 أن تناول 1 جرام من القرفة يوميًا لمدة 12 أسبوعًا أدى إلى انخفاض كبير في مستويات السكر في الدم والهيموجلوبين السكري (HbA1c)، وهو مقياس لمتوسط مستويات السكر في الدم على مدى الأشهر الثلاثة الماضية.
4. الآثار الجانبية للقرفة
بشكل عام، تعتبر القرفة آمنة الاستخدام لمعظم الناس، ولكن قد تحدث بعض الآثار الجانبية عند تناولها بجرعات عالية، ومن هذه الآثار الجانبية:
اضطراب في المعدة
إسهال
غثيان
قيء
صداع
طفح جلدي
لا ينصح بتناول القرفة بجرعات عالية للأشخاص المصابين بأمراض الكبد أو الكلى أو الحوامل أو المرضعات.
5. التفاعلات الدوائية للقرفة
قد تتفاعل القرفة مع بعض الأدوية، بما في ذلك:
أدوية سيولة الدم، مثل الوارفارين
أدوية مرض السكري، مثل الأنسولين والسلفونيل يوريا والبيجوانيدات
أدوية ضغط الدم، مثل حاصرات قنوات الكالسيوم ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)
إذا كنت تتناول أي أدوية، يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول القرفة.
6. الجرعة الآمنة من القرفة
الجرعة الآمنة من القرفة تختلف من شخص إلى آخر، ولكن بشكل عام، يُنصح بتناول ما يصل إلى 6 جرام من القرفة يوميًا.
يمكن تناول القرفة في شكل مسحوق أو شاي أو كبسولات أو مكملات غذائية.
يجب استشارة الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية قبل تناول القرفة بجرعات عالية.
7. الاستنتاج
أظهرت العديد من الدراسات أن للقرفة خصائص تساعد على خفض مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري.
تحتوي القرفة على مركبات فعالة مثل السينامالديهيد، والذي يُعتقد أنه يحسن حساسية الأنسولين ويسمح للخلايا بامتصاص السكر من الدم بشكل أكثر فعالية.
بشكل عام، تعتبر القرفة آمنة الاستخدام لمعظم الناس، ولكن قد تحدث بعض الآثار الجانبية عند تناولها بجرعات عالية.
يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول القرفة بجرعات عالية أو إذا كنت تتناول أي أدوية.