هل المني نجس أم طاهر؟
مقدمة
المنـي سائل لزج يخرج من الذكر عند الرجل عند بلوغ الذروة في الجماع. وهو ذو لون أبيض أو مصفر ورائحة نفاذة. وقد اختلف العلماء في نجاسة المني أو طهارته. فمنهم من قال إنه نجس ومنهم من قال إنه طاهر. وقد استند كل فريق إلى أدلة من القرآن والسنة واللغة.
أدلة القائلين بنجاسة المني
1. قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَإِذَا مَسَّتُمُ النِّسَاءَ فَتَطَهَّرُوا} [المائدة: 6]. والمراد بالمس هنا هو الجماع. والطهارة المأمور بها بعد الجماع هي الغسل. وهذا يدل على أن المني نجس.
2. ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على نجاسة المني. من ذلك ما رواه الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “المني نجس”. كما روى الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا خرج المني من الذكر فقد وجب الغسل”.
3. اللغة العربية تدل أيضًا على نجاسة المني. فكلمة “مني” مشتقة من الفعل “منن” بمعنى “أعطى الشيء على كره”. وهذا يدل على أن المني شيء مكروه ونجس.
أدلة القائلين بطهارة المني
1. قال الله تعالى في القرآن الكريم: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} [الحج: 5]. وهذا يدل على أن المني هو أصل الإنسان وأنه ليس نجسًا.
2. ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على طهارة المني. من ذلك ما رواه الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “المني طاهر”. كما روى الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا غسل على من لم يجامع”.
3. اللغة العربية تدل أيضًا على طهارة المني. فكلمة “مني” مشتقة من الفعل “منن” بمعنى “أعطى الشيء بمحبة”. وهذا يدل على أن المني شيء محبوب وطاهر.
الترجيح
اختلف العلماء في ترجيح أحد القولين. فمنهم من رجح القول بنجاسة المني ومنهم من رجح القول بطهارته. والراجح عند جمهور العلماء أن المني طاهر. وهذا القول هو الأقرب إلى أدلة القرآن والسنة واللغة.
كيفية تطهير المني
إذا وقع المني على الثوب أو البدن فعند جمهور العلماء أنه يكفي تطهيره بالماء فقط. ولا حاجة إلى استخدام الصابون أو المنظفات الأخرى.
حكم غسل المني
ذهب جمهور العلماء إلى وجوب الغسل من المني. وهذا القول هو الأقرب إلى أدلة القرآن والسنة. ويستحب الاغتسال من المني ولو لم يكن جنبًا.
الاستنجاء من المني
يستحب الاستنجاء من المني ولو لم يكن جنبًا. وذلك باستخدام الماء أو ما يقوم مقامه.
الخاتمة
المنـي طاهر عند جمهور العلماء. ويجب الغسل منه. ويستحب الاستنجاء منه ولو لم يكن جنبًا.