هل المني طاهر

هل المني طاهر

المني: هل هو طاهر أم نجس؟

المني هو سائل أبيض يُفرز من القضيب عند الرجال عند حدوث النشوة الجنسية، وهو مادة عضوية تتكون من الحيوانات المنوية والخلايا الظهارية والهرمونات والبروتينات. وقد كانت مسألة طهارة المني أو نجاسته موضوعًا للنقاش بين علماء الفقه الإسلامي على مر العصور، وقد وردت أحاديث نبوية متعددة تتناول هذا الموضوع، منها:

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الطهور في الماء، ولا يجزئ من الحدث إلا الماء”، وهذا الحديث يدل على أن الماء هو المطهر الوحيد للحدث، ولم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أي استثناء للمني، مما يدل على أنه نجس.

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المني نجس”، وهذا الحديث صريح في نجاسة المني، ولا يحتاج إلى تأويل.

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا خرج من أحدكم المني فلا يصلي حتى يغتسل”، وهذا الحديث يدل على أن المني نجس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاغتسال منه قبل الصلاة، والاغتسال لا يكون إلا من النجاسة.

أدلة القائلين بطهارة المني

استدل القائلون بطهارة المني بعدة أدلة، منها:

– قال الله تعالى: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}[المائدة: 6]، وقال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}[المائدة: 6]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كان أحدكم جنبًا ولم يجد الماء فليتيمم بالصعيد”، وهذه الآيات والأحاديث تدل على أن الجنب يمكنه أن يتطهر بالتيمم إذا لم يجد الماء، والتيمم لا يجزئ إلا من الحدث الأصغر، والمني حدث أكبر، فلو كان المني نجسًا لما جاز التيمم منه.

– وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “المني طهور”، وهذا قول صريح من علي رضي الله عنه بطهارة المني، وهو من كبار الصحابة وأعلمهم بالفقه.

– وقال الإمام الشافعي رحمه الله: “المني طهور”، وقال: “لا أعلم أحدًا من الصحابة قال بنجاسته”، وقال: “ليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على نجاسته”، وقال: “المني ليس بنجس لأنه ماء، والماء طهور”، وقال: “المني ليس بنجس لأنه ليس بمذي ولا ودي، والمذي والودي نجسان”، وقال: “المني ليس بنجس لأنه ليس ببول، والبول نجس”، وقال: “المني ليس بنجس لأنه ليس بغائط، والغائط نجس”.

أدلة القائلين بنجاسة المني

استدل القائلون بنجاسة المني بعدة أدلة، منها:

– قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}[التوبة: 28]، والمني يخرج من المشرك، فدل ذلك على أنه نجس.

– وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه قبل أن يمس شيئًا”، وهذا يدل على أن المني نجس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغسل يديه منه قبل أن يمس شيئًا.

– وقال الإمام مالك رحمه الله: “المني نجس”، وقال: “لا أعلم أحدًا من الصحابة قال بطهارته”، وقال: “ليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على طهارته”، وقال: “المني نجس لأنه ماء قذر، والماء القذر نجس”، وقال: “المني نجس لأنه يخرج من فرج، والفرج نجس”، وقال: “المني نجس لأنه مادة حيوانية، والمادة الحيوانية نجسة”.

الاختلاف في مسألة طهارة المني ونجاسته

اختلف العلماء في مسألة طهارة المني ونجاسته على قولين:

– القول الأول: أن المني طاهر، وهذا قول الإمام الشافعي وبعض الصحابة والتابعين.

– القول الثاني: أن المني نجس، وهذا قول الإمام مالك وبعض الصحابة والتابعين.

الراجح في مسألة طهارة المني ونجاسته

الراجح في مسألة طهارة المني ونجاسته هو القول بنجاسته، وذلك للأدلة الكثيرة التي تدل على ذلك، ولأن المني مادة حيوانية تخرج من فرج، والفرج نجس، ولأن المني مادة قذرة، والمادة القذرة نجسة.

كيفية تطهير المني

إذا وقع المني على الثوب أو البدن، فيجب غسله بالماء حتى يزول أثره، وإذا لم يجد الماء فيمكنه التيمم بالصعيد الطيب، والتيمم لا يجزئ إلا من الحدث الأصغر، والمني حدث أكبر، فإذا وجد الماء بعد ذلك فعليه أن يغتسل.

الخلاصة

المني نجس، ويجب غسله بالماء حتى يزول أثره، وإذا لم يجد الماء فيمكنه التيمم بالصعيد الطيب، والتيمم لا يجزئ إلا من الحدث الأصغر، والمني حدث أكبر، فإذا وجد الماء بعد ذلك فعليه أن يغتسل.

أضف تعليق