هل النظر إلى الصور المحرمة يبطل الصيام

هل النظر إلى الصور المحرمة يبطل الصيام

هل النظر إلى الصور المحرمة يبطل الصيام؟

المقدمة:

الصيام عبادة عظيمة، لها أجر كبير من الله -عز وجل-، وهو من أركان الإسلام، وهو أحد الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال، وهو شهر العتق من النار، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهو شهر القرآن الكريم، نزل فيه القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. والصيام شريعة قديمة، فُرِض على الأنبياء السابقين قبلنا، ثم فُرِض على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة. والصيام واجب على كل مسلم بالغ عاقل، لا يجوز له تركه إلا لعذر، وقد اجتمع العلماء على أن الصيام واجب على المسلم البالغ العاقل المقيم السليم.

بطلان الصيام:

النية: النية هي أساس الصيام، فلا يصح الصيام بدون نية، والنية هي العزم على الصيام، ويجب أن تكون النية قبل الفجر، وإذا نوى الصيام بعد الفجر، فلا يصح صيامه، ولأن الصوم عبادة قلبية فلا ينعقد إلا إذا اقترن بمناط، وهذا هو النية، ويرى جمهور العلماء أن النية شرط لصحة الصوم على الصحيح من أقوال أهل العلم.

الأكل والشرب عمدًا: إذا أكل الصائم أو شرب عمدًا، بطل صيامه، ولا يصح صيامه إلا إذا توقف عن الأكل والشرب، وهذا هو المراد بالأكل والشرب، وهو إدخال شيء إلى الجوف من منفذ مفتوح، سواء كان هذا الشيء طعامًا أو شرابًا، سواء كان حلالًا أو حرامًا، وسواء كان كثيرًا أو قليلًا.

الجماع: إذا جامع الصائم زوجته عمدًا، بطل صيامه، ولا يصح صيامه إلا إذا امتنع عن الجماع، وهذا هو المراد بالجماع، وهو إدخال حشفة الذكر في فرج المرأة، سواء كان ذلك بشهوة أو بغير شهوة.

الإنزال: إذا أنزل الصائم منيًا بشهوة، بطل صيامه، ولا يصح صيامه إلا إذا امتنع عن الإنزال، وهذا هو المراد بالإنزال، وهو خروج المني من الذكر، سواء كان ذلك بشهوة أو بغير شهوة.

الحيض والنفاس: إذا حاضت المرأة أو نفست، بطل صيامها، ولا يصح صيامها إلا إذا طهرت، وهذا هو المراد بالحيض والنفاس، وهما خروج الدم من رحم المرأة، سواء كان ذلك دم الحيض أو دم النفاس.

النظر إلى الصور المحرمة:

حكم النظر إلى الصور المحرمة: اختلف العلماء في حكم النظر إلى الصور المحرمة، فذهب بعضهم إلى أنه حرام، وذهب بعضهم إلى أنه مكروه، وذهب بعضهم إلى أنه جائز، والصحيح أنه حرام، لأن النظر إلى الصور المحرمة فيه فتنة وفساد، وقد نهى الله -عز وجل- عن الفساد في الأرض.

أسباب تحريم النظر إلى الصور المحرمة: حرم الله -عز وجل- النظر إلى الصور المحرمة، لأن ذلك فيه فتنة وفساد، وقد قال الله -عز وجل-: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} [النور: 30].

آثار النظر إلى الصور المحرمة: النظر إلى الصور المحرمة له آثار سيئة على الفرد والأسرة والمجتمع، ومن هذه الآثار: إثارة الشهوة والغرائز الجنسية، وضعف الإرادة والعزيمة، والإدمان على مشاهدة الصور المحرمة، والوقوع في الفواحش والزنا، وتفكك الأسرة وانهيارها، وانتشار الجرائم والفساد في المجتمع.

هل النظر إلى الصور المحرمة يبطل الصيام؟

اتفاق العلماء على بطلان الصيام: اتفق العلماء على أن النظر إلى الصور المحرمة يبطل الصيام، لأن ذلك من المفطرات، وقد قال الله -عز وجل-: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة: 185]، والصور المحرمة من المفطرات، لأنها تثير الشهوة والغرائز الجنسية، وتضعف الإرادة والعزيمة، وتؤدي إلى الوقوع في الفواحش والزنا.

أدلة بطلان الصيام بالنظر إلى الصور المحرمة: استدل العلماء على بطلان الصيام بالنظر إلى الصور المحرمة بقول الله -عز وجل-: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة: 185]، والصور المحرمة من المفطرات، لأنها تثير الشهوة والغرائز الجنسية، وتضعف الإرادة والعزيمة، وتؤدي إلى الوقوع في الفواحش والزنا.

عقوبة النظر إلى الصور المحرمة في الصيام: عقوبة النظر إلى الصور المحرمة في الصيام هي القضاء والكفارة، والقضاء هو صيام يوم بدلًا من اليوم الذي بطل فيه الصيام، والكفارة هي إطعام عشرة مساكين، أو صيام ثلاثة أيام متتالية، أو عتق رقبة، وهذا هو مذهب جمهور العلماء.

الخلاصة:

النظر إلى الصور المحرمة يبطل الصيام، وهو من المفطرات، وقد اتفق العلماء على ذلك، واستدلوا على ذلك بقول الله -عز وجل-: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة: 185]، والصور المحرمة من المفطرات، لأنها تثير الشهوة والغرائز الجنسية، وتضعف الإرادة والعزيمة، وتؤدي إلى الوقوع في الفواحش والزنا. وعقوبة النظر إلى الصور المحرمة في الصيام هي القضاء والكفارة، والقضاء هو صيام يوم بدلًا من اليوم الذي بطل فيه الصيام، والكفارة هي إطعام عشرة مساكين، أو صيام ثلاثة أيام متتالية، أو عتق رقبة.

أضف تعليق