هل النفس اللوامة تدخل الجنة

هل النفس اللوامة تدخل الجنة

هل تدخل النفس اللوامة الجنة؟

مقدمة:

النفس اللوامة هي النفس التي تلوم صاحبها على أخطائه وخطاياه، وتنصحه بالرجوع إلى طريق الصواب، وتمنعه من ارتكاب المعاصي. وهي من صفات المؤمنين، وقد ورد في الحديث النبوي: “المؤمن قيوم على نفسه، يحاسبها ويعاتبها”.

صفات النفس اللوامة:

1. الإحساس بالذنب والندم: تشعر النفس اللوامة بالذنب والندم على أخطائها وخطاياها، وتسعى إلى التكفير عنها بالاستغفار والتوبة.

2. محاسبة النفس: تحاسب النفس اللوامة صاحبها على أفعاله وأقواله، وتنصحه بالرجوع إلى طريق الصواب.

3. النهي عن المعاصي: تنهى النفس اللوامة صاحبها عن ارتكاب المعاصي، وتحذره من عواقبها الوخيمة.

أقسام النفس اللوامة:

1. النفس اللوامة الضعيفة: وهي النفس التي تلوم صاحبها على أخطائه وخطاياه، ولكنها لا تستطيع منعه من ارتكابها.

2. النفس اللوامة القوية: وهي النفس التي تلوم صاحبها على أخطائه وخطاياه، وتستطيع منعه من ارتكابها.

3. النفس اللوامة الكاملة: وهي النفس التي تلوم صاحبها على أخطائه وخطاياه، وتستطيع منعه من ارتكابها، وتدفعه إلى فعل الخير والتقوى.

هل تدخل النفس اللوامة الجنة؟

اختلف العلماء في حكم دخول النفس اللوامة الجنة، فذهب بعضهم إلى أنها تدخل الجنة، وذهب آخرون إلى أنها لا تدخل الجنة.

أدلة القائلين بدخول النفس اللوامة الجنة:

1. قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]، فالمجاهدون في سبيل الله هم الذين يلومون أنفسهم على أخطائهم وخطاياهم، ويسعون إلى التكفير عنها بالاستغفار والتوبة، والله تعالى معهم ويرشدهم إلى طريق الجنة.

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن قيوم على نفسه، يحاسبها ويعاتبها”، فالمؤمن هو الذي يلوم نفسه على أخطائه وخطاياه، ويحاسبها ويعاتبها، وهذا يدل على أن النفس اللوامة تدخل الجنة.

أدلة القائلين بعدم دخول النفس اللوامة الجنة:

1. قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 82]، فدخول الجنة مشروط بالإيمان والعمل الصالح، ولم يذكر في الآية الكريمة أن من صفات أهل الجنة أنهم يلومون أنفسهم على أخطائهم وخطاياهم.

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”، والكبر هو عزة النفس وامتناعها عن قبول الحق، والنفس اللوامة هي النفس التي تلوم صاحبها على أخطائه وخطاياه، وهذا يدل على أنها ليست متواضعة، وبالتالي فهي لا تدخل الجنة.

القول الفصل:

القول الفصل في حكم دخول النفس اللوامة الجنة هو أنها تدخل الجنة، وذلك لما يلي:

1. أن النفس اللوامة هي من صفات المؤمنين، والمؤمنون يدخلون الجنة بإيمانهم وأعمالهم الصالحة.

2. أن النفس اللوامة تحاسب صاحبها على أخطائه وخطاياه، وهذا يدل على أنها تخشى الله تعالى، ومن يخشى الله تعالى يدخل الجنة.

3. أن النفس اللوامة تلوم صاحبها على أخطائه وخطاياه، وهذا يدل على أنها تحب الخير له، ومن يحب الخير لأخيه المسلم يدخل الجنة.

خاتمة:

النفس اللوامة هي من صفات المؤمنين، وهي تدخل الجنة بإيمانها وأعمالها الصالحة.

أضف تعليق