هل ام كلثوم عمياء

هل ام كلثوم عمياء

هل أم كلثوم عمياء؟

مقدمة:

أم كلثوم، واحدة من أعظم المغنيات في تاريخ الموسيقى العربية، لُقبت بـ”كوكب الشرق” و”سيدة الغناء العربي”. لكن هل كانت أم كلثوم عمياء؟ هذا السؤال يطرحه الكثيرون، خاصة بعد انتشار بعض الشائعات التي تزعم أنها فقدت بصرها في وقت مبكر من حياتها. في هذا المقال، سنتناول حقيقة إصابة أم كلثوم بالعمى من خلال مناقشة الأدلة التاريخية والطبية.

1. نشأة أم كلثوم:

وُلدت أم كلثوم في عام 1898 في محافظة الدقهلية بمصر. كانت الطفلة الثانية لأبيها الشيخ إبراهيم البلتاجي، الذي كان يعمل مؤذنًا في المسجد المحلي. نشأت أم كلثوم في أسرة متواضعة، لكنها أظهرت موهبتها الغنائية منذ طفولتها. في سن مبكرة، بدأت الغناء في الحفلات العائلية والمحلية، ولفتت انتباه الموسيقيين والملحنين الذين تنبأوا لها بمستقبل باهر في عالم الغناء.

2. بدايات أم كلثوم الفنية:

في عام 1923، انتقلت أم كلثوم إلى القاهرة لبدء مسيرتها الفنية. في البداية، غنت في المقاهي والحفلات الخاصة، ولكن سرعان ما اكتسبت شهرة واسعة. في عام 1925، أصدرت أول أغنية لها بعنوان “أغدا ألقاك”، والتي حققت نجاحًا كبيرًا. بعد ذلك، بدأت أم كلثوم في الغناء في الإذاعة، مما زاد من شعبيتها بشكل كبير.

3. إصابة أم كلثوم بمرض العيون:

في عام 1935، أصيبت أم كلثوم بمرض في عينيها أدى إلى تدهور بصرها تدريجيًا. استمرت أم كلثوم في الغناء رغم مرضها، لكنها اضطرت إلى الاستعانة بفرقة موسيقية أكبر لمساعدتها في أداء أغانيها. في عام 1948، خضعت أم كلثوم لعملية جراحية لعينيها، لكن العملية لم تنجح في استعادة بصرها بشكل كامل.

4. تأثير العمى على مسيرة أم كلثوم الفنية:

على الرغم من إصابتها بالعمى، واصلت أم كلثوم مسيرتها الفنية بنجاح كبير. استمرت في إصدار الأغاني وإحياء الحفلات في جميع أنحاء العالم. كانت أم كلثوم تستخدم ذاكرتها القوية لتذكر كلمات أغانيها وترتيبها الموسيقي. كما اعتمدت على مساعدة فرقتها الموسيقية ومدير أعمالها في تنظيم حفلاتها وإدارة شؤونها الفنية.

5. شائعات العمى وإصابتها بالماء الأبيض:

انتشرت بعض الشائعات التي تزعم أن أم كلثوم كانت تعاني من الماء الأبيض في عينيها، وأنها فقدت بصرها تمامًا في وقت مبكر من حياتها. لكن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة. فقد أكد العديد من الأطباء الذين عالجوه أنها كانت تعاني من مرض في الشبكية وليس الماء الأبيض. كما أكدت بعض المقابلات الصحفية التي أجريت مع أم كلثوم أنها كانت قادرة على رؤية الأشخاص والأشياء من حولها، وإن كان ذلك بشكل ضبابي.

6. حياة أم كلثوم الشخصية:

تزوجت أم كلثوم مرة واحدة فقط، وكان ذلك في عام 1954 من طبيب الأسنان حسن الحفناوي. لم ينجب الزوجان أطفالًا، لكنهما عاشا معًا حتى وفاة أم كلثوم في عام 1975. كانت أم كلثوم معروفة بأعمالها الخيرية ودعمها للفن والثقافة في مصر والعالم العربي.

7. إرث أم كلثوم:

توفيت أم كلثوم في عام 1975 عن عمر يناهز 76 عامًا. لكنها تركت وراءها إرثًا موسيقيًا غنيًا لا يزال يُستمتع به حتى اليوم. تُعتبر أم كلثوم واحدة من أعظم المغنيات في تاريخ الموسيقى العربية، وقد لُقبت بـ”كوكب الشرق” و”سيدة الغناء العربي”. أغانيها تُغنى وتُعاد صياغتها حتى يومنا هذا، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم العربي.

الخلاصة:

إصابة أم كلثوم بالعمى لم تمنعها من تحقيق نجاح كبير في مسيرتها الفنية. لقد كانت قادرة على التغلب على إعاقتها من خلال ذاكرتها القوية وإصرارها على النجاح. أصبحت أم كلثوم رمزًا للإرادة والمثابرة، ولا تزال أغانيها مصدر إلهام لملايين الناس في جميع أنحاء العالم.

أضف تعليق