هل ترتيب السور توقيفي

هل ترتيب السور توقيفي

ترتيب السور في القرآن الكريم موضوع شائك أثار الكثير من الجدل على مر القرون. هل كان ترتيب السور توقيفيًا، أي أنه تم تحديده من قبل الله عز وجل، أم أنه كان اجتهادًا بشريًا قام به الصحابة الكرام؟ في هذه المقالة، سوف نستعرض الأدلة المختلفة التي تدعم كلا الجانبين من هذا الجدل، ونحاول التوصل إلى استنتاج حول ما إذا كان ترتيب السور توقيفيًا أم لا.

الأدلة التي تدعم توقيفية ترتيب السور

هناك عدد من الأدلة التي يمكن الاستشهاد بها لدعم القول بأن ترتيب السور في القرآن الكريم كان توقيفيًا. من هذه الأدلة:

نصوص القرآن الكريم: هناك عدد من الآيات القرآنية التي تشير إلى أن ترتيب السور كان موحى من الله عز وجل. على سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة الإسراء: “وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ”. هذه الآية توضح أن القرآن الكريم هو كتاب محفوظ من التحريف والتغيير، وهذا يشمل ترتيب السور.

أقوال الصحابة والتابعين: نقل عن عدد كبير من الصحابة والتابعين أنهم كانوا يعتقدون بأن ترتيب السور في القرآن الكريم كان توقيفيًا. على سبيل المثال، قال ابن عباس رضي الله عنه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن على ترتيبه الذي هو عليه الآن”.

العمل بالترتيب التوقيفي: عمل المسلمون على مدى القرون الماضية بالترتيب التوقيفي للسور في القرآن الكريم. وهذا يدل على أنهم كانوا يعتقدون بأن هذا الترتيب كان موحى من الله عز وجل.

الأدلة التي تدعم اجتهادية ترتيب السور

هناك أيضًا عدد من الأدلة التي يمكن الاستشهاد بها لدعم القول بأن ترتيب السور في القرآن الكريم كان اجتهادًا بشريًا قام به الصحابة الكرام. من هذه الأدلة:

التفاوت في ترتيب السور في المصاحف القديمة: توجد اختلافات في ترتيب السور في المصاحف القديمة التي كتبت في عهد الصحابة والتابعين. وهذا يدل على أن ترتيب السور لم يكن موحى من الله عز وجل، وإلا لما كانت هذه الاختلافات قد حدثت.

أقوال بعض العلماء: قال بعض العلماء إن ترتيب السور في القرآن الكريم كان اجتهادًا بشريًا قام به الصحابة الكرام. على سبيل المثال، قال ابن حزم الأندلسي: “ترتيب السور في المصحف اجتهاد من الصحابة، وليس توقيفيًا”.

العقل: من الناحية العقلية، لا يوجد ما يمنع أن يكون ترتيب السور في القرآن الكريم اجتهادًا بشريًا. فالله عز وجل لم يحدد في كتابه الكريم ترتيب السور، ولم يأمر الصحابة الكرام بأن يرتبوها على نحو معين.

خاتمة

بعد استعراض الأدلة المختلفة التي تدعم كلا الجانبين من الجدل حول توقيفية أو اجتهادية ترتيب السور في القرآن الكريم، يمكننا القول بأن الأدلة التي تدعم القول بأن الترتيب كان توقيفيًا أقوى من الأدلة التي تدعم القول بأن الترتيب كان اجتهادًا بشريًا. لذلك، فإن الرأي الراجح هو أن ترتيب السور في القرآن الكريم كان توقيفيًا، أي أنه تم تحديده من قبل الله عز وجل.

أضف تعليق