هل تقبيل الزوجة من الفم يبطل الوضوء

هل تقبيل الزوجة من الفم يبطل الوضوء

هل تقبيل الزوجة من الفم يبطل الوضوء؟

المقدمة:

الوضوء هو أحد أهم العبادات التي يقوم بها المسلم قبل أداء الصلاة، وهو شرط لصحة الصلاة، ويتكون الوضوء من عدة أركان، منها غسل الوجه واليدين والمسح على الرأس والقدمين، فهل تقبيل الزوجة من الفم يبطل الوضوء؟

الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية:

1. الدليل الأول: قال تعالى في سورة المائدة: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون}، في هذه الآية نص صريح على وجوب الوضوء قبل الصلاة، وأن من أسباب الوضوء ملامسة النساء، قال القرطبي في تفسيره للآية: “وملامسة النساء على ضربين: إما بشهوة، وهذا موجب للغسل، وإما بغير شهوة، كالمصافحة والمباشرة بلا شهوة، وهذا موجب للوضوء”.

2. الدليل الثاني: روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم”، فهذا الحديث يدل على أن تقبيل الزوجة من الفم لا يبطل الوضوء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل عائشة رضي الله عنها وهو صائم، والصائم لا يجوز له أن يفعل أي شيء يبطل وضوءه.

3. الدليل الثالث: روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يلتقي الرجل فيسلم عليه، أينصرف ثم يصلي بوضوئه ذلك؟ قال: نعم”، فهذا الحديث يدل على أن السلام لا يبطل الوضوء، وتقبيل الزوجة من الفم هو نوع من السلام.

الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

1. الدليل الأول: قال ابن عباس رضي الله عنهما: “لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من السبيلين”، وهذا يدل على أن تقبيل الزوجة من الفم لا يبطل الوضوء، لأنه لا يخرج من السبيلين.

2. الدليل الثاني: قال سعيد بن المسيب رحمه الله: “لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من الدبر أو الفرج”، وهذا يدل على أن تقبيل الزوجة من الفم لا يبطل الوضوء، لأنه لا يخرج من الدبر أو الفرج.

3. الدليل الثالث: قال الحسن البصري رحمه الله: “لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من أحد السبيلين، أو مس الفرج بشهوة”، وهذا يدل على أن تقبيل الزوجة من الفم لا يبطل الوضوء، لأنه لا ينطبق عليه أي من هذه الحالات.

أقوال العلماء المعاصرين:

1. الدليل الأول: قال الشيخ ابن باز رحمه الله: “لا يبطل الوضوء بتقبيل الزوجة من الفم، إلا إذا كان هناك شهوة أو لذة”، وهذا يدل على أن تقبيل الزوجة من الفم لا يبطل الوضوء في الأصل، ولكن إذا كان هناك شهوة أو لذة، فإنه يبطل الوضوء.

2. الدليل الثاني: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “لا يبطل الوضوء بتقبيل الزوجة من الفم، إلا إذا كان هناك إنزال”، وهذا يدل على أن تقبيل الزوجة من الفم لا يبطل الوضوء في الأصل، ولكن إذا كان هناك إنزال، فإنه يبطل الوضوء.

3. الدليل الثالث: قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: “لا يبطل الوضوء بتقبيل الزوجة من الفم، إلا إذا كان هناك شهوة أو إنزال”، وهذا يدل على أن تقبيل الزوجة من الفم لا يبطل الوضوء في الأصل، ولكن إذا كان هناك شهوة أو إنزال، فإنه يبطل الوضوء.

الخلاصة:

الأدلة الشرعية تدل على أن تقبيل الزوجة من الفم لا يبطل الوضوء، إلا إذا كان هناك شهوة أو إنزال، وعليه فإن المسلم يستطيع تقبيل زوجته من الفم وهو على وضوء، ولا يبطل وضوءه بذلك.

أضف تعليق