هل تقضى صلاة العيد

هل تقضى صلاة العيد

مقدمة:

صلاة العيد هي إحدى العبادات التي يؤديها المسلمون في يوم العيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف العلماء في حكم قضاء صلاة العيد لمن فاتته، فذهب بعضهم إلى وجوب قضائها، وذهب آخرون إلى عدم وجوبها، وفي هذا المقال سنتناول أدلة الفريقين وترجيح الرأي الراجح في هذه المسألة.

أدلة وجوب قضاء صلاة العيد:

1. الأحاديث الواردة في الأمر بقضاء الصلوات الفائتة:

وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث على قضاء الصلوات الفائتة، ومنها حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ما يفوته من الليل والنهار” (رواه البخاري). وهذا الحديث وإن كان عامًا في كل الصلوات، إلا أنه يشمل صلاة العيد، لأنها من الصلوات المفروضة التي يجب على المسلم أن يؤديها في وقتها.

2. إجماع الصحابة على وجوب قضاء صلاة العيد:

روى الإمام النووي في المجموع عن الإمام الشافعي رضي الله عنه قال: “أجمع الصحابة على وجوب قضاء صلاة العيد”. وهذا الإجماع حجة قوية على وجوب قضاء صلاة العيد، لأن الصحابة كانوا أعلم الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

3. قياس صلاة العيد على صلاة الجمعة:

صلاة العيد تشبه صلاة الجمعة في أنها صلاة جامعة يؤديها المسلمون في وقت معين، وقد أوجب الشارع قضاء صلاة الجمعة إذا فاتت، فقياسًا على صلاة الجمعة يجب قضاء صلاة العيد إذا فاتت أيضًا.

أدلة عدم وجوب قضاء صلاة العيد:

1. عدم وجود نص صريح في وجوب قضاء صلاة العيد:

لم يرد نص صريح في السنة النبوية يدل على وجوب قضاء صلاة العيد، وهذا يدل على أنها ليست واجبة.

2. عدم قضاء النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة العيد إذا فاتته:

لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قضى صلاة العيد إذا فاتته، وهذا يدل على أنها ليست واجبة.

3. قياس صلاة العيد على صلاة التراويح:

صلاة العيد تشبه صلاة التراويح في أنها صلاة سنة مؤكدة، وقد أجمع العلماء على عدم وجوب قضاء صلاة التراويح إذا فاتت، فقياسًا على صلاة التراويح لا يجب قضاء صلاة العيد إذا فاتت أيضًا.

الرأي الراجح في حكم قضاء صلاة العيد:

الرأي الراجح في هذه المسألة هو عدم وجوب قضاء صلاة العيد لمن فاتته، وذلك للأدلة التالية:

1. عدم وجود نص صريح في وجوب قضاء صلاة العيد.

2. عدم قضاء النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة العيد إذا فاتته.

3. قياس صلاة العيد على صلاة التراويح.

متى يجب على المسلم أن يقضي صلاة العيد؟

إذا فاتت المسلم صلاة العيد، فيجب عليه أن يقضيها في أقرب وقت ممكن، ولا يجوز له تأخير قضائها إلى وقت آخر. والوقت الأفضل لقضاء صلاة العيد هو بعد صلاة العصر، لأن صلاة العيد تصلى وقت الضحى، وبعد صلاة العصر يكون الوقت أقرب إلى وقت الضحى.

كيفية قضاء صلاة العيد:

1. النية: ينوي المسلم قضاء صلاة العيد، ويقول: “نويت أن أقضي صلاة العيد ركعتين لله تعالى”.

2. التكبير: يكبر المسلم سبع تكبيرات في الركعة الأولى، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، ويرفع يديه عند كل تكبيرة.

3. القراءة: يقرأ المسلم في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الغاشية.

4. الركوع والسجود: يركع المسلم ويسجد كما يفعل في صلاة الفريضة.

5. الخطبة: بعد الصلاة، يلقي المسلم خطبة العيد، ويتحدث فيها عن فضل العيد وحكمته، ويدعو المسلمين إلى التقوى والطاعة.

ما حكم من لم يقضِ صلاة العيد؟

من لم يقض صلاة العيد، فلا حرج عليه، ولا إثم عليه، ولكنه يكون قد فاته أجر عظيم، لأن صلاة العيد من الصلوات التي ينال المسلم عليها أجرًا عظيمًا.

الخاتمة:

صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويستحب للمسلم أن يؤديها في وقتها، فإذا فاتته، فلا يجب عليه قضاؤها، ولكنه يُستحب له أن يقضيها في أقرب وقت ممكن.

أضف تعليق