هل دعاء الظالم على المظلوم مستجاب

هل دعاء الظالم على المظلوم مستجاب

هل دعاء الظالم على المظلوم مستجاب؟

المقدمة:

الدعاء هو عبادة القلب، وهو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وللدعاء آداب وشروط وموانع، فمن آدابه الإخلاص والخشوع، ومن شروطه استقبال القبلة والتوجه إلى الله تعالى، ومن موانعه الظلم والعدوان. وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحذر من دعاء الظالم على المظلوم، وتؤكد أن دعاء المظلوم مستجاب بإذن الله تعالى.

أقسام الظلم:

الظلم بالقول: ويُعرف أيضًا بالغيبة والنميمة والقذف. وهذا النوع من الظلم يسبب أذىً نفسيًا كبيرًا للمظلوم، وقد يؤدي إلى تدمير حياته.

الظلم بالفعل: ويشمل الاعتداء الجسدي والسرقة والتعدي على ممتلكات الغير. وهذا النوع من الظلم يسبب أضرارًا مادية ومعنوية للمظلوم.

الظلم بالاستبداد: ويحدث عندما يستخدم الشخص سلطته أو منصبه لإلحاق الظلم بالآخرين. وهذا النوع من الظلم يُعتبر من أخطر أنواع الظلم، حيث إنه يؤدي إلى استبداد الحاكم وتسلطه على رعيته.

أسباب دعاء الظالم على المظلوم:

الحقد والكراهية: عندما يحقد الظالم على المظلوم فإنه يدعو عليه بالشر والهلاك. وهذا النوع من الدعاء لا يُقبل عند الله تعالى، لأنه ينبع من قلب مريض حاقد.

الانتقام: عندما يُظلم الإنسان فإنه يسعى للانتقام من الظالم، وقد يكون أحد أشكال الانتقام هو الدعاء عليه بالشر. وهذا النوع من الدعاء أيضًا لا يُقبل عند الله تعالى، لأنه ينبع من قلب غاضب وانتقامي.

اليأس والقنوط: عندما ييأس المظلوم من حصوله على حقه فإنه يدعو على الظالم بالشر. وهذا النوع من الدعاء قد يُقبل عند الله تعالى، لأنه ينبع من قلب محقوق مظلوم.

أحاديث تحذر من دعاء الظالم على المظلوم:

وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحذر من دعاء الظالم على المظلوم، ومن هذه الأحاديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يُفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”.

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “احذروا دعوة المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كالشرر”.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس شيء أسرع إجابة من دعوة المظلوم، وإن كان كافرًا”.

دلائل على استجابة دعاء المظلوم:

هناك العديد من الدلائل التي تُثبت استجابة دعاء المظلوم، ومن هذه الدلائل:

ما ورد في القرآن الكريم من آيات تُبشّر المظلومين باستجابة دعائهم، مثل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} [الشورى: 39].

ما ورد في السنة النبوية من أحاديث تُخبر باستجابة دعاء المظلوم، مثل الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يُفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”.

ما جرى في التاريخ من قصص تُروى عن استجابة دعاء المظلومين، مثل قصة دعاء سيدنا يوسف عليه السلام على إخوته، وقصة دعاء سيدنا أيوب عليه السلام على قومه.

كيف يُدفع ضرر دعاء الظالم على المظلوم؟

هناك عدة طرق يُمكن للمظلوم اتباعها لدفع ضرر دعاء الظالم عليه، ومن هذه الطرق:

التوبة والاستغفار: يجب على المظلوم أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره من ذنوبه، فإن الذنوب هي التي تُسبب استجابة دعاء الظالم.

الصبر والاحتمال: يجب على المظلوم أن يتحلى بالصبر والاحتمال، وأن لا يتعجل في الدعاء على الظالم، فإن الصبر والاحتمال يُطفئان غضب الله تعالى ويجعلان دعاء الظالم لا يُستجاب.

الدعاء إلى الله تعالى: يجب على المظلوم أن يدعو إلى الله تعالى بأن يكشف عنه ظلم الظالم وأن يُرده عليه، فإن دعاء المظلوم يُستجاب بإذن الله تعالى.

الخلاصة:

دعاء الظالم على المظلوم لا يُستجاب عند الله تعالى إلا إذا كان الظالم قد ظلم المظلوم ظلماً فاحشًا، وكان المظلوم قد دعا عليه من قلب مظلوم محقوق. وأما إذا كان الظلم بسيطًا أو كان المظلوم قد دعا على الظالم من قلب حاقد أو غاضب أو منتقم، فإن دعاء المظلوم لا يُستجاب عند الله تعالى.

أضف تعليق