هل دعاء مستجاب عند نزول المطر

المقدمة:

إن نزول المطر من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، فهو سبب الحياة والخصوبة والبركة، وقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تحث على الدعاء عند نزول المطر، فهل حقًا تُستجاب الدعوات عند نزول المطر؟ وما هي الأحاديث الواردة في ذلك؟ وفي هذا المقال سوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل.

1. الأحاديث النبوية حول استجابة الدعاء عند نزول المطر:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثنتان لا تُردان: الدعاء عند النداء، وعند نزول المطر”.

– عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مستجاب عند خمس: عند النداء، وعند الإقامة، وعند نزول المطر، وعند رؤية الكعبة، وعند الشدة”.

– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”.

2. أسباب استجابة الدعاء عند نزول المطر:

– إن نزول المطر من رحمات الله تعالى، وهو وقت يشعر فيه الإنسان بقربه من الله تعالى، وهذا الشعور يزيد من خشوعه وإخلاصه في الدعاء.

– إن نزول المطر وقت من أوقات الإجابة للدعاء، فقد ورد في الحديث الشريف: “ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”.

– إن نزول المطر يذكر الإنسان بنعمة الله تعالى، وهذا يزيد من شكره لله تعالى، والشكر من أسباب استجابة الدعاء.

3. آداب الدعاء عند نزول المطر:

– استقبال القبلة والرفع باليدين: يستحب للمسلم عند الدعاء عند نزول المطر أن يستقبل القبلة ويرفع يديه إلى السماء.

– الدعاء بصوت مسموع: يستحب للمسلم عند الدعاء عند نزول المطر أن يدعو بصوت مسموع، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند نزول المطر: “اللهم صيبًا نافعًا”.

– الدعاء بالخير للمسلمين: يستحب للمسلم عند الدعاء عند نزول المطر أن يدعو بالخير للمسلمين، وذلك لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند نزول المطر: “اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا نافعًا”.

4. دعوات مستحبة عند نزول المطر:

– الدعاء بالرحمة والمغفرة: يستحب للمسلم عند نزول المطر أن يدعو بالرحمة والمغفرة، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند نزول المطر: “اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات”.

– الدعاء بالبركة في الأرض والزرع: يستحب للمسلم عند نزول المطر أن يدعو بالبركة في الأرض والزرع، وذلك لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند نزول المطر: “اللهم أنبت لنا به الزرع، وأدر لنا به الضرع”.

– الدعاء بالهداية والصلاح: يستحب للمسلم عند نزول المطر أن يدعو بالهداية والصلاح، وذلك لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند نزول المطر: “اللهم اهدنا به، وأصلح به حالنا”.

5. أوقات أخرى لاستجابة الدعاء:

بالإضافة إلى الدعاء عند نزول المطر، هناك أوقات أخرى مستحبة للدعاء، منها:

– الدعاء في الثلث الأخير من الليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له”.

– الدعاء بين الأذان والإقامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة”.

– الدعاء عند السجود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.

6. شروط استجابة الدعاء:

هناك شروط لاستجابة الدعاء يجب على المسلم مراعاتها، منها:

– الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، لا يُشرك معه أحدًا.

– اليقين بالإجابة: يجب أن يوقن المسلم بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، فإن الشك في استجابة الدعاء يبطله.

– الحلال الطيب: يجب أن يكون المسلم طاهرًا في ماله وبدنه، فالدعاء لا يُستجاب من مال حرام أو من جسد نجس.

– الدعاء بما لا يخالف الشرع: يجب أن يكون الدعاء بما لا يخالف الشرع، فلا يُستجاب الدعاء بدعاء محرم أو فاحشة.

7. الخاتمة:

إن الدعاء مستجاب عند نزول المطر، وهناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تحث على الدعاء في هذا الوقت، وأهم الأسباب التي تجعل الدعاء مستجابًا عند نزول المطر هو الشعور بقرب الله تعالى في هذا الوقت، وزيادة خشوع المسلم وإخلاصه في الدعاء. وبالإضافة إلى الدعاء عند نزول المطر، هناك أوقات أخرى مستحبة للدعاء، وشروط يجب على المسلم مراعاتها حتى يُستجاب دعاءه.