هل صلاة التراويح بدعة

هل صلاة التراويح بدعة

هل صلاة التراويح بدعة؟

مقدمة:

صلاة التراويح هي صلاة إضافية تصلى في شهر رمضان المبارك، وقد اختلف العلماء في حكمها هل هي واجبة أم سنة أم مستحبة؟ وهل هي من العبادات المبتدعة أم أنها مشروعة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وفي هذا المقال سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة من خلال عرض الأدلة والأقوال المختلفة في هذا الموضوع.

أولاً: أقوال العلماء في حكم صلاة التراويح:

1. القول الأول: أن صلاة التراويح واجبة، وهذا القول ضعيف لأنه لا يوجد دليل شرعي صريح يدل على وجوبها، بل الأدلة تدل على أنها سنة مؤكدة أو مستحبة.

2. القول الثاني: أن صلاة التراويح سنة مؤكدة، وهذا هو القول الراجح عند جمهور العلماء، وقد استدلوا على ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي التراويح في المسجد النبوي، وكان أصحابه يصلون معه، واستمر هذا العمل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في عهد الخلفاء الراشدين وفي عصور الإسلام الأولى.

3. القول الثالث: أن صلاة التراويح مستحبة، وهذا القول ضعيف لأنه يخالف فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويجعل هذه العبادة من العبادات الجائزة التي لا يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وهذا مخالف لما ورد في السنة من فضل صلاة التراويح.

ثانياً: أدلة مشروعية صلاة التراويح:

1. فعل النبي صلى الله عليه وسلم: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي التراويح في المسجد النبوي، وكان أصحابه يصلون معه، وقد ثبت ذلك عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان ثماني ركعات، ويوتر بواحدة، لا يقعد بينهن” (رواه البخاري ومسلم).

2. فعل الصحابة رضي الله عنهم: فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون التراويح في المسجد النبوي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا يحرصون عليها ويجتهدون فيها، فقد روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصلي ثماني ركعات في رمضان خلف الإمام” (رواه البخاري ومسلم).

3. استمرار العمل بصلاة التراويح في عصور الإسلام الأولى: فقد استمر العمل بصلاة التراويح في عصور الإسلام الأولى، وكان الخلفاء الراشدون وأئمة المسلمين يصلونها في المساجد، وكان الناس يحرصون عليها ويجتهدون فيها.

ثالثاً: فضل صلاة التراويح:

1. مغفرة الذنوب: فقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم).

2. رفع الدرجات: فقد روى عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم).

3. نيل الثواب العظيم: فقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى التراويح في رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم).

رابعاً: كيفية صلاة التراويح:

1. عدد الركعات: تصلى صلاة التراويح ثماني ركعات أو عشر ركعات أو اثنتي عشرة ركعة أو أربع عشرة ركعة، والأفضل أن تصلى ثماني ركعات اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

2. صلاة الوتر: تصلى صلاة الوتر ركعة واحدة بعد صلاة التراويح، وهي واجبة عند جمهور العلماء.

3. صلاة التراويح جماعة: يفضل أن تصلى صلاة التراويح جماعة في المسجد، لأن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.

خامساً: أحكام صلاة التراويح:

1. وقت صلاة التراويح: يبدأ وقت صلاة التراويح بعد صلاة العشاء وينتهي بطلوع الفجر، ويفضل أن تصلى في الثلث الأخير من الليل.

2. صلاة التراويح للنساء: يجوز للنساء أن يصلين التراويح في المسجد، لكن الأفضل لهن أن يصلينها في بيوتهن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تمنعوا نساءكم المساجد” (رواه البخاري ومسلم).

3. صلاة التراويح في السفر: يجوز للمسافر أن يصلي التراويح قصرًا في السفر، لأن صلاة التراويح ليست من الفرائض التي يجب إتمامها في السفر.

سادساً: بدعة صلاة التراويح:

1. القول بأن صلاة التراويح بدعة: قال بعض العلماء إن صلاة التراويح بدعة لأنها لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصلها الصحابة رضي الله عنهم في عهده.

2. الرد على القول بأن صلاة التراويح بدعة: يرد على هذا القول بأن صلاة التراويح ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستمر العمل بها في عصور الإسلام الأولى، ولا يجوز أن يقال إنها بدعة لأنها مخالفة للسنة النبوية.

3. حكم من ترك صلاة التراويح: من ترك صلاة التراويح عمداً بدون عذر شرعي فهو آثم، لأنها سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وقد ورد في السنة الكثير من الأحاديث التي تحث على صلاة التراويح وفضلها.

سابعاً: الخاتمة:

وبناءً على ما سبق يتبين أن صلاة التراويح سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وأنها مشروعة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنها ليست بدعة كما قال بعض العلماء، وأن من تركها عمداً بدون عذر شرعي فهو آثم.

أضف تعليق