هل كلمة تحرمين علي تعتبر طلقة

هل كلمة تحرمين علي تعتبر طلقة

مقدمة:

الطلاق في الإسلام هو وسيلة لإنهاء عقد الزواج، وهو حق للزوج والزوجة على حد سواء. وتوجد عدة طرق للطلاق، منها الطلاق بالصريح، والطلاق بالكناية، والطلاق الرجعي، والطلاق البائن، والطلاق البدعي. ومن الأسئلة الشائعة التي تطرح في هذا السياق، هل كلمة “تحرمين علي” تعتبر طلقة؟ وفي هذا المقال، سنتناول هذا السؤال بالتفصيل، ونستعرض مختلف الآراء الفقهية حوله.

1. مفهوم الطلاق:

الطلاق في اللغة العربية هو الإبعاد أو التفريق. وفي الشرع، هو حل عقد الزواج بين الزوجين.

قد يكون الطلاق إما صريحًا أو كناية. الطلاق الصريح هو لفظ صريح وواضح لا يحتمل التأويل، مثل “أنت طالق” أو “أطلقتك”. الطلاق الكناية هو لفظ يحتمل أكثر من معنى، مثل “أنت حرة” أو “أنت ذاهبة”.

الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي يحق للزوج استرجاع زوجته فيه خلال فترة العدة. الطلاق البائن هو الطلاق الذي لا يحق للزوج استرجاع زوجته فيه بعد انتهاء فترة العدة. الطلاق البدعي هو الطلاق الذي يتم بدون سبب مشروع.

2. أنواع الطلاق:

هناك عدة طرق للطلاق في الإسلام، منها:

الطلاق بالصريح: وهو أن يقول الزوج لزوجته صراحة إنه قد طلقها، مثل أن يقول “أنت طالق” أو “أطلقتك”.

الطلاق بالكناية: وهو أن يقول الزوج لزوجته لفظًا يحتمل أكثر من معنى، مثل أن يقول “أنت حرة” أو “أنت ذاهبة”.

الطلاق الرجعي: وهو الطلاق الذي يحق فيه للزوج أن يعيد زوجته إلى عصمته خلال فترة العدة، والتي تبدأ من تاريخ وقوع الطلاق وتنتهي بعد ثلاثة قروء أو حيض.

الطلاق البائن: وهو الطلاق الذي لا يحق فيه للزوج أن يعيد زوجته إلى عصمته بعد انتهاء فترة العدة.

الطلاق البدعي: وهو الطلاق الذي يتم بدون سبب مشروع، وهو نوع من أنواع الطلاق الحرام.

3. شروط الطلاق:

لكي يكون الطلاق صحيحًا، يجب أن تتوافر فيه عدة شروط، منها:

أن يكون الزوج عاقلاً: أي مدركًا لما يفعل، وأن يكون مختارًا في إرادته.

أن تكون الزوجة معلومة لدى الزوج: أي أن يكون الزوج متأكدًا من هوية زوجته التي يريد طلاقها.

أن يكون الطلاق صادرًا من الزوج: لا يجوز للزوجة أن تطلق نفسها بنفسها.

أن يتم الطلاق بحضور شاهدين: لا يجوز للزوج أن يطلق زوجته دون حضور شاهدين.

أن يكون الطلاق مطابقًا للشريعة الإسلامية: لا يجوز للزوج أن يطلق زوجته لأسباب غير مشروع.

4. حكم كلمة “تحرمين علي”:

اختلف الفقهاء في حكم كلمة “تحرمين علي”، فذهب بعضهم إلى أنها تعتبر طلقة، وذهب آخرون إلى أنها لا تعتبر طلقة.

الذين قالوا بأنها تعتبر طلقة استدلوا بأنها لفظ صريح في التحريم، وأن التحريم لا يكون إلا بالطلاق.

الذين قالوا بأنها لا تعتبر طلقة استدلوا بأنها لفظ يحتمل أكثر من معنى، وأنها قد تكون مجرد تعبير عن الغضب أو الانفعال.

5. رأي الجمهور:

جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أن كلمة “تحرمين علي” لا تعتبر طلقة، وأنها مجرد لفظ كناية يحتمل أكثر من معنى.

واستدلوا على ذلك بأن الطلاق لفظ صريح لا يحتمل التأويل، وأن كلمة “تحرمين علي” ليست لفظًا صريحًا في الطلاق.

كما استدلوا بأن الطلاق يجب أن يتم بحضور شاهدين، وأن كلمة “تحرمين علي” غالبًا ما تُقال في غياب الشهود.

6. رأي الحنفية:

مذهب الحنفية يعتبر كلمة “تحرمين علي” طلقة رجعية، إذا وقعت في مجلس واحد ولم يقصد بها الزوج الطلاق.

فإذا قال الزوج لزوجته “تحرمين علي” في مجلس واحد ولم يقصد بها الطلاق، فإنها تعتبر طلقة رجعية، يحق له فيها أن يعيدها إلى عصمته خلال فترة العدة.

أما إذا قال الزوج لزوجته “تحرمين علي” في مجلسين مختلفين، أو قصد بها الطلاق، فإنها تعتبر طلقة بائنة لا تحل له الرجعة فيها.

7. رأي الشافعية:

مذهب الشافعية يعتبر كلمة “تحرمين علي” طلقة بائنة إذا وقعت في مجلس واحد، سواء قصد بها الزوج الطلاق أم لم يقصد.

فإذا قال الزوج لزوجته “تحرمين علي” في مجلس واحد، فإنها تعتبر طلقة بائنة لا تحل له الرجعة فيها.

أما إذا قال الزوج لزوجته “تحرمين علي” في مجلسين مختلفين، فإنها تعتبر طلقتين رجعيتين، يحق له فيها أن يعيدها إلى عصمته خلال فترة العدة.

الخاتمة:

والخلاصة، لا يعتبر الفقهاء كلمة “تحرمين علي” طلقة بائنة لا تحل للزوج الرجعة فيها، وذلك لأنها تعتبر لفظ كناية، والطلاق لفظ صريح لا يحتمل التأويل. فإن طلق الزوج زوجته ثلاث مرات صريحًا حرمت عليه تحريمًا مؤبدًا إلا بعد أن تنكح زوجًا غيره.

أضف تعليق