حكم الطلاق ثلاث مرات في وقت واحد

حكم الطلاق ثلاث مرات في وقت واحد

مقدمة

الطلاق هو إنهاء الزواج بين الزوجين، وهو من الأمور التي كرهها الله تعالى، إلا أنه أباحه عند الضرورة، وقد حدد الله تعالى في كتابه الكريم عدد الطلقات التي يجوز للزوج أن يطلقها لزوجته، وهي ثلاث طلقات، على أن تكون هذه الطلقات موزعة على فترات زمنية مختلفة، بحيث يكون بين كل طلقة وأخرى فترة عديدة للمراجعة والإصلاح بين الزوجين، فإذا طلق الزوج زوجته ثلاث مرات في وقت واحد، فإن هذا الطلاق يعتبر باطلاً ولا يقع، وذلك لأن الطلاق الثلاثي في وقت واحد يعتبر طلاقاً بدعياً لم يرد به نص شرعي.

أسباب عدم وقوع الطلاق الثلاثي في وقت واحد

هناك عدة أسباب لعدم وقوع الطلاق الثلاثي في وقت واحد، منها:

مخالفة الطلاق الثلاثي في وقت واحد لهدي النبي صلى الله عليه وسلم: فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من طلق ثلاث تطليقات دفعة واحدة، لم يقع إلا طلقة واحدة”، وهذا الحديث يدل على أن الطلاق الثلاثي في وقت واحد لا يقع إلا طلقة واحدة فقط.

مخالفة الطلاق الثلاثي في وقت واحد لمقاصد الشريعة الإسلامية: حيث أن الشريعة الإسلامية تهدف إلى حفظ الأسرة والمجتمع، والطلاق الثلاثي في وقت واحد يؤدي إلى تفكك الأسرة وتشتت الأبناء، وبالتالي فإن الطلاق الثلاثي في وقت واحد مخالف لمقاصد الشريعة الإسلامية.

عدم وجود نص شرعي صريح يجيز الطلاق الثلاثي في وقت واحد: حيث أن الله تعالى لم يحدد في كتابه الكريم عدد الطلقات التي يجوز للزوج أن يطلقها لزوجته في وقت واحد، وبالتالي فإن الطلاق الثلاثي في وقت واحد لا يعتبر من الطلاق المشروع.

آثار عدم وقوع الطلاق الثلاثي في وقت واحد

يترتب على عدم وقوع الطلاق الثلاثي في وقت واحد عدة آثار، منها:

بقاء الزوجية قائمة بين الزوجين: إذا طلق الزوج زوجته ثلاث مرات في وقت واحد، فإن هذا الطلاق يعتبر باطلاً ولا يقع، وبالتالي تبقى الزوجية قائمة بين الزوجين، ولا يجوز للزوج أن يتزوج بأخرى حتى يطلق زوجته طلقة واحدة فقط.

وجوب الكفارة على الزوج: إذا طلق الزوج زوجته ثلاث مرات في وقت واحد، فإن عليه أن يكفر عن يمينه، وذلك بأن يصوم ستين يومًا متتالية، أو يطعم ستين مسكينًا، أو يكسو ستين عاريًا، أو يعتق رقبة مؤمنة، وإذا لم يفعل ذلك، فعليه أن يصلي ستين صلاة في يوم وليلة.

حق الزوجة في المطالبة بنفقتها: إذا طلق الزوج زوجته ثلاث مرات في وقت واحد، فإن لها الحق في المطالبة بنفقتها حتى تنقضي عدتها، وذلك لأن الطلاق الثلاثي في وقت واحد لا يعتبر طلاقًا شرعيًا، وبالتالي لا تسقط نفقة الزوجة عنه.

حكم من طلق زوجته ثلاث مرات في وقت واحد عن غير قصد

إذا طلق الزوج زوجته ثلاث مرات في وقت واحد عن غير قصد، فإن هذا الطلاق يعتبر باطلاً ولا يقع، وذلك لأن الطلاق الثلاثي في وقت واحد يعتبر طلاقاً بدعياً لم يرد به نص شرعي، وبالتالي فإن الزوجة تبقى على ذمة زوجها، ولا يجوز له أن يتزوج بأخرى حتى يطلق زوجته طلقة واحدة فقط.

حكم من طلق زوجته ثلاث مرات في وقت واحد ثم راجعها

إذا طلق الزوج زوجته ثلاث مرات في وقت واحد، ثم راجعها قبل انتهاء عدتها، فإن هذا الرجوع يعتبر صحيحًا، وذلك لأن الطلاق الثلاثي في وقت واحد يعتبر باطلاً ولا يقع، وبالتالي فإن الزوجية تبقى قائمة بين الزوجين، ولا يجوز للزوج أن يتزوج بأخرى حتى يطلق زوجته طلقة واحدة فقط.

حكم من طلق زوجته ثلاث مرات في وقت واحد ثم تزوجها بعد انتهاء عدتها

إذا طلق الزوج زوجته ثلاث مرات في وقت واحد، ثم تزوجها بعد انتهاء عدتها، فإن هذا الزواج يعتبر صحيحًا، وذلك لأن الطلاق الثلاثي في وقت واحد يعتبر باطلاً ولا يقع، وبالتالي فإن الزوجية تبقى قائمة بين الزوجين، ولا يجوز للزوج أن يتزوج بأخرى حتى يطلق زوجته طلقة واحدة فقط.

الخلاصة

الطلاق الثلاثي في وقت واحد يعتبر طلاقًا باطلاً ولا يقع، وذلك لأن الطلاق الثلاثي في وقت واحد يعتبر طلاقاً بدعياً لم يرد به نص شرعي، وبالتالي فإن الزوجة تبقى على ذمة زوجها، ولا يجوز له أن يتزوج بأخرى حتى يطلق زوجته طلقة واحدة فقط، وإذا طلق الزوج زوجته ثلاث مرات في وقت واحد عن غير قصد، فإن هذا الطلاق يعتبر باطلاً ولا يقع، وإذا راجعها قبل انتهاء عدتها، فإن هذا الرجوع يعتبر صحيحًا، وإذا تزوجها بعد انتهاء عدتها، فإن هذا الزواج يعتبر صحيحًا أيضًا.

أضف تعليق