هل لمس الفرج يبطل الصيام

هل لمس الفرج يبطل الصيام

المقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر. وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على الصيام وتبين فضله وأجره العظيم عند الله تعالى، ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. وفي الحديث الشريف يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الصيام جنة من النار” [رواه أحمد والترمذي].

1. مفهوم لمس الفرج:

يقصد بلمس الفرج ملامسة العضو التناسلي للذكر أو الأنثى بباطن الكف أو الأصابع، سواء كان ذلك بيد الإنسان نفسه أو بيد شخص آخر. وقد نص الفقهاء على أن لمس الفرج يبطل الصيام إذا كان بشهوة، أما إذا كان بدون شهوة فلا يبطله.

2. الأدلة على بطلان الصيام بلمس الفرج بشهوة:

هناك العديد من الأدلة من القرآن والسنة النبوية وإجماع العلماء على أن لمس الفرج بشهوة يبطل الصيام، ومن ذلك:

– قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187]. وقد فسّر العلماء كلمة “أتموا” بأنها تعني الإمساك عن جميع المفطرات، ومنها لمس الفرج بشهوة.

– عن عائشة رضي الله عنها قالت: “أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي شيئًا، ثم قام إلى المكتبة فوضع ثيابه وتحنط، وناداني، فقلت: يا رسول الله، أتصوم؟ قال: نعم، قالت: فجاء، يريد أن يماثلني، قلت: يا رسول الله، إنك صائم، فقال: إنما الصيام من الفجر إلى الليل” [رواه أبو داود]. وفي هذا الحديث دليل على أن لمس الفرج بشهوة يبطل الصيام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أراد أن يجامع عائشة رضي الله عنها قال لها: “إنما الصيام من الفجر إلى الليل”، أي أنه لا يجوز لمس الفرج بشهوة بعد الفجر.

– عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “إذا جامع الصائم في نهار رمضان، فعليه أن يقضي ذلك اليوم، ويعتق رقبةً، فإن لم يجد فليصم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فليطعم ستين مسكينًا” [رواه أبو داود والترمذي]. وفي هذا الحديث دليل على أن الجماع في نهار رمضان يبطل الصيام، ويجب على من فعل ذلك أن يكفر عنه.

3. صور لمس الفرج التي لا تبطل الصيام:

هناك بعض صور لمس الفرج التي لا تبطل الصيام، ومن ذلك:

– لمس الفرج بظاهر الكف أو الأصابع من غير شهوة، مثل لمس الرجل لفرجه عند قضاء الحاجة أو الاغتسال.

– لمس الفرج بشهوة ولكن من غير إنزال، مثل أن يمس الرجل فرج زوجته بشهوة ولكن بدون أن ينزل المني.

– لمس فرج الغير من غير شهوة، مثل أن يمس الطبيب فرج مريضه من أجل علاجه.

4. حكم من لمس فرجه بشهوة في نهار رمضان:

إذا لمس الصائم فرجه بشهوة في نهار رمضان، فإن صومه يبطل وعليه أن يقضيه. ولا يجب عليه الكفارة إلا إذا جامع زوجته في نهار رمضان، كما ذكرنا في الحديث السابق عن ابن عباس رضي الله عنهما.

5. التوبة من لمس الفرج بشهوة في نهار رمضان:

إذا تاب الصائم إلى الله تعالى من لمس فرجه بشهوة في نهار رمضان، فإن توبته تُقبل منه ويُغفر له ذنبه. وقد قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

6. الوقاية من الوقوع في لمس الفرج بشهوة في نهار رمضان:

هناك بعض الأمور التي يمكن للمسلم أن يقوم بها من أجل الوقاية من الوقوع في لمس الفرج بشهوة في نهار رمضان، ومن ذلك:

– الحفاظ على النظر وغض البصر عن كل ما يثير الشهوة.

– عدم الخلوة بالنساء الأجنبيات.

– تجنب الأماكن التي قد تثير الشهوة، مثل دور السينما والمسارح والمراقص.

– الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى.

– شغل النفس بما يفيدها، مثل العمل أو الدراسة أو ممارسة الرياضة.

7. الخاتمة:

لمس الفرج بشهوة يبطل الصيام، ويجب على من فعل ذلك أن يقضيه. ولا يجب عليه الكفارة إلا إذا جامع زوجته في نهار رمضان. وقد ذكرنا في هذا المقال الأدلة على بطلان الصيام بلمس الفرج بشهوة، وكذلك صور لمس الفرج التي لا تبطل الصيام، وحكم من لمس فرجه بشهوة في نهار رمضان، والتوبة من ذلك، والوقاية من الوقوع فيه.

أضف تعليق