هل النظر بشهوة يبطل الصوم

هل النظر بشهوة يبطل الصوم؟

مقدمة:

الصيام عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وهو من أركان الإسلام الخمسة التي لا يتم الإسلام إلا بها، وقد فرض الله الصيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك، وهو الشهر التاسع من أشهر السنة الهجرية، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أحكام الصيام وحدوده وما يفسده وما لا يفسده، ومن ذلك النظر بشهوة.

النظر بشهوة:

النظر بشهوة هو التحديق في شيء أو شخص بإعجاب أو شهوة، وهو من الأمور التي قد تؤدي إلى إثارة الشهوة الجنسية، وقد اختلف الفقهاء في حكم النظر بشهوة أثناء الصيام، هل يبطله أم لا؟

الأدلة التي تدل على أن النظر بشهوة لا يبطل الصوم:

1. لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية نص صريح يدل على أن النظر بشهوة يبطل الصوم.

2. النظر بشهوة لا يؤدي إلى إخراج شيء من الجوف، وهو شرط لإبطال الصوم.

3. النظر بشهوة لا ينافي غرض الصيام، وهو التقوى والابتعاد عن المعاصي.

الأدلة التي تدل على أن النظر بشهوة يبطل الصوم:

1. قد يؤدي النظر بشهوة إلى إثارة الشهوة الجنسية، وهذا من شأنه أن يفسد الصوم.

2. النظر بشهوة يعد نوعًا من الزنا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الزنا بالعينين النظر بشهوة”.

3. قد يؤدي النظر بشهوة إلى الوقوع في المعصية، وهذا من شأنه أن يبطل الصوم.

الراجح من أقوال الفقهاء:

الراجح من أقوال الفقهاء هو أن النظر بشهوة لا يبطل الصوم، إلا إذا أدى إلى إثارة الشهوة الجنسية أو الوقوع في المعصية، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة.

حكم النظر بشهوة إلى المرأة الأجنبية:

النظر بشهوة إلى المرأة الأجنبية يعد نوعًا من الزنا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الزنا بالعينين النظر بشهوة”. وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن النظر بشهوة إلى المرأة الأجنبية يبطل الصوم، حتى وإن لم يؤد إلى إثارة الشهوة الجنسية أو الوقوع في المعصية.

حكم النظر بشهوة إلى الزوجة:

النظر بشهوة إلى الزوجة لا يبطل الصوم، إلا إذا أدى ذلك إلى الوقوع في المعصية، مثل ممارسة الجماع أو تقبيل الزوجة أو لمسها بشهوة.

كيفية تجنب النظر بشهوة:

هناك العديد من الطرق التي يمكن للمسلم من خلالها تجنب النظر بشهوة، ومن ذلك:

1. غض البصر عن المحرمات.

2. عدم الخلوة بالنساء الأجنبيات.

3. عدم مشاهدة الصور أو الأفلام أو المقاطع الإباحية.

4. عدم قراءة الروايات أو القصص التي تحوي إثارة جنسية.

5. تذكر عاقبة النظر بشهوة في الدنيا والآخرة.

الخاتمة:

النظر بشهوة لا يبطل الصوم إلا إذا أدى إلى إثارة الشهوة الجنسية أو الوقوع في المعصية، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة.