هل معايدة المسيحيين حرام

هل معايدة المسيحيين حرام

**هل معايدة المسيحيين حرام؟**

**مقدمة:**

لقد كان الحوار حول معايدة المسيحيين في عيد الميلاد أو غيره من الأعياد الدينية موضوعًا مثيرًا للجدل لسنوات عديدة. هناك من يجادل بأن معايدة المسيحيين حرام، بينما يرى آخرون أنها جائزة أو حتى مستحبة. في هذه المقالة، سنستكشف الأدلة من كلا الجانبين ونحاول التوصل إلى استنتاج حول هذا الموضوع.

**الأدلة على تحريم معايدة المسيحيين:**

1. **الأدلة من القرآن والسنة:**

يستشهد بعض العلماء بآيات من القرآن وسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لتحريم معايدة المسيحيين. على سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة التوبة: “لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء”. ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “من تشبه بقوم فهو منهم”. ويستدلون من هذه الآية والحديث على أنه لا يجوز للمسلمين معايدة المسيحيين لأن هذا يعد تشبهًا بهم.

2. **رأي جمهور العلماء:**

يذهب جمهور العلماء إلى تحريم معايدة المسيحيين. وقد استندوا في ذلك إلى عدة أدلة من القرآن والسنة، منها:

– قوله تعالى: “ولا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء”.

– وقوله تعالى: “ومن يتولهم منكم فإنه منهم”.

– وحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): “من تشبه بقوم فهو منهم”.

3. **المخاطر على العقيدة:**

يخشى بعض العلماء أن يؤدي معايدة المسيحيين إلى الانحراف عن العقيدة الإسلامية. وقد استندوا في ذلك إلى عدة أسباب، منها:

– أن معايدة المسيحيين قد تؤدي إلى الاعتقاد بوجود إله غير الله تعالى.

– وأنها قد تؤدي إلى الاعتقاد بأن المسيح هو إله أو ابن الله.

– وأنها قد تؤدي إلى الاحتفال بأعياد المسيحيين، والتي قد تتضمن ممارسات شركية.

**الأدلة على جواز معايدة المسيحيين:**

1. **الأدلة من القرآن والسنة:**

يستشهد بعض العلماء بآيات من القرآن وسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لإثبات جواز معايدة المسيحيين. على سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة الممتحنة: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم”. ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “من أحب الناس وأبغض الناس إلى الله أعلمهم بحقوق الناس”. ويستدلون من هذه الآية والحديث على أنه يجوز للمسلمين معايدة المسيحيين لأن هذا يعد إحسانًا إليهم وإبرازًا لمحبة المسلمين لهم.

2. **رأي بعض العلماء:**

يذهب بعض العلماء إلى جواز معايدة المسيحيين. وقد استندوا في ذلك إلى عدة أدلة من القرآن والسنة، منها:

– قوله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.

– وقوله تعالى: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”.

– وحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): “من أحب الناس وأبغض الناس إلى الله أعلمهم بحقوق الناس”.

3. **الفوائد على العلاقات الاجتماعية:**

ويرى بعض العلماء أن معايدة المسيحيين لها فوائد كثيرة على العلاقات الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين. وقد استندوا في ذلك إلى عدة أسباب، منها:

– أن معايدة المسيحيين قد تساعد على بناء جسور من التواصل والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين.

– وأنها قد تسهم في إزالة سوء الفهم والتعصب بين الطرفين.

– وأنها قد تعزز روح التسامح والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين.

**الخلاصة:**

بعد استعراض الأدلة من كلا الجانبين، نخلص إلى أن مسألة معايدة المسيحيين هي مسألة خلافية بين العلماء. هناك من يحرمها استنادًا إلى بعض الأدلة من القرآن والسنة، وهناك من يجيزها استنادًا إلى أدلة أخرى من القرآن والسنة. في النهاية، يعود القرار في معايدة المسيحيين من عدمه إلى كل مسلم على حدة، وفقًا لاجتهاده وفهمه للدين.

أضف تعليق