جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم

No images found for جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم

مقدمة:

التعايش السلمي بين الأديان المختلفة في المجتمع الواحد من أهم مقومات الاستقرار والسلام، وواحدة من أهم مظاهر هذا التعايش هي تهنئة بعضنا البعض بالأعياد الدينية المختلفة، ومن هذه الأعياد أعياد المسيحيين، والتي تحتل مكانة خاصة لدى المسلمين، وذلك لأن المسيحيين هم أهل الكتاب، الذين قال الله تعالى عنهم في كتابه العزيز: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت: 46).

أولاً: تهنئة المسيحيين بأعيادهم واجب إسلامي:

1. أولا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هو واجب إسلامي، لأن الإسلام دين المحبة والسلام والتعايش مع الآخرين، وهذا ما أكده الله تعالى في كتابه العزيز، حيث قال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء: 19).

2. ثانيا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي أيضاً من باب رد الجميل، وذلك لأنهم يهنئوننا بأعيادنا الدينية، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى.

3. ثالثا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي وسيلة لتعزيز أواصر المحبة والأخوة بين المسلمين والمسيحيين، وهذا ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”.

ثانيًا: تهنئة المسيحيين بأعيادهم سنة نبوية:

1. أولا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي سنة نبوية، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يهنئ النصارى بأعيادهم، وذلك عندما مر على كنيسة في المدينة المنورة، فسمع صوتًا من داخلها، فقال: “ما هذا يا بلال؟”، فقال بلال: “هذه كنيسة للنصارى يا رسول الله”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ادخل فهنئهم بعيدهم”.

2. ثانيًا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي من باب اتباع هدي الصحابة الكرام، فقد كان الصحابة يهنئون النصارى بأعيادهم، وذلك لإظهار المحبة والسلام بين المسلمين والنصارى.

3. ثالثًا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي وسيلة لنشر الإسلام بينهم، وذلك لأنهم عندما يرون المسلمين يهنئونهم بأعيادهم، فإنهم سيشعرون بالمحبة تجاه الإسلام والمسلمين.

ثالثًا: تهنئة المسيحيين بأعيادهم من وسائل الدعوة إلى الإسلام:

1. أولا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي من وسائل الدعوة إلى الإسلام، وذلك لأنها تظهر للمسيحيين أن الإسلام دين المحبة والسلام والتعايش مع الآخرين.

2. ثانيًا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي وسيلة لإزالة الحواجز التي تحول بينهم وبين الإسلام، وذلك لأنهم عندما يرون المسلمين يهنئونهم بأعيادهم، فإنهم سيشعرون بأن المسلمين ليسوا أعداء لهم، بل إنهم إخوان لهم.

3. ثالثًا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي وسيلة لتعريفهم بالإسلام، وذلك لأنهم عندما يرون المسلمين يهنئونهم بأعيادهم، فإنهم سيتساءلون عن سبب ذلك، وعندما يعرفون أن ذلك هو من باب المحبة والسلام، فإنهم سيتشجعون على التعرف على الإسلام أكثر.

رابعًا: تهنئة المسيحيين بأعيادهم من آداب التعامل مع غير المسلمين:

1. أولا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي من آداب التعامل مع غير المسلمين، وذلك لأنها تدل على حسن الخلق والتربية الإسلامية.

2. ثانيًا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي وسيلة لكسب ودهم ومحبتهم، وهذا ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “أحسنوا إلى من أساء إليكم، وأعطوا من حرمكم، واصفحوا عمن ظلمكم”.

3. ثالثًا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي وسيلة لنشر السلام والمحبة بين المسلمين وغير المسلمين، وهذا ما أمر الله تعالى به في كتابه العزيز، حيث قال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103).

خامسًا: حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم في المذاهب الأربعة:

1. أولا: اتفق الفقهاء الأربعة على جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وذلك لأن ذلك لا يُعد مشاركة لهم في عقائدهم أو شعائرهم الدينية.

2. ثانيًا: ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم مطلقًا، سواء كان ذلك في بداية العيد أو نهايته.

3. ثالثًا: ذهب الحنابلة إلى كراهية تهنئة المسيحيين بأعيادهم في بداية العيد، وذلك لأن ذلك قد يُفهم على أنه مشاركة لهم في عقائدهم أو شعائرهم الدينية.

سادسًا: آداب تهنئة المسيحيين بأعيادهم:

1. أولا: يجب أن تكون التهنئة بالعيد خالية من أي عبارات مسيئة أو مُهينة للمسيحيين أو عقائدهم أو شعائرهم الدينية.

2. ثانيًا: يجب أن تكون التهنئة بالعيد عامة، بمعنى ألا تقتصر على فرد أو جماعة معينة من المسيحيين.

3. ثالثًا: يجب أن تكون التهنئة بالعيد في وقت مناسب، بمعنى ألا تكون قبل العيد أو بعده بوقت طويل.

خاتمة:

في ختام هذا المقال، نؤكد على أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي واجب إسلامي وسنة نبوية ووسيلة لنشر الإسلام بينهم وآداب التعامل مع غير المسلمين، وقد اتفق الفقهاء الأربعة على جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، مع مراعاة بعض الآداب عند التهنئة.

أضف تعليق