هل نحاسب على التفكير

هل نحاسب على التفكير

هل نحاسب على التفكير؟

مقدمة

الإنسان كائن مفكر، وهذه الفكرة هي التي تميزه عن باقي المخلوقات، ولكن هل نحن محاسبون على أفكارنا؟ هذا السؤال الذي طالما أثار الجدل بين الفلاسفة وعلماء الدين، وفي هذا المقال سنتناول هذا السؤال من منظور إسلامي.

الحرية الفكرية في الإسلام

الإسلام دين التسامح والحرية، وقد كفل حرية الفكر للناس جميعًا، قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29]، وقال تعالى أيضًا: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36]، وهذا يعني أن الإنسان حر في أن يفكر كيفما يشاء، ولا يجوز لأحد أن يحاسبه على أفكاره.

النية في الإسلام

الإسلام دين النية، وقد جعل النية شرطًا لصحة الأعمال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات”، وهذا يعني أن الله تعالى لا يحاسب الإنسان إلا على ما نواه بقلبه، فإذا نوى الإنسان الخير وأدى عمله على أكمل وجه، فإن الله تعالى يجزيه خيرًا، وإن نوى الشر وأدى عمله على أكمل وجه، فإن الله تعالى يعاقبه شرًا.

المسؤولية الأخلاقية للتفكير

على الرغم من أن الإسلام كفل حرية الفكر للناس جميعًا، إلا أنه حثهم على التفكير السليم والتفكير في عواقب أفعالهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله”، وهذا يعني أن على الإنسان أن يكون حريصًا في أفكاره وأقواله وأفعاله، وأن يتجنب كل ما من شأنه أن يضره أو يضر غيره.

أفكار الإنسان سر بينه وبين الله

الإسلام دين السرية، وقد جعل أفكار الإنسان سرًا بينه وبين الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يستر عبدًا شيء أستر من عمله في السر”، وهذا يعني أن الله تعالى هو الوحيد الذي يعلم أفكار الإنسان، ولا يجوز لأحد أن يحاسبه عليها.

حساب الإنسان على أقواله وأفعاله

الإسلام دين الحساب والجزاء، وقد حذر الله تعالى الناس من مغبة أقوالهم وأفعالهم، قال تعالى: {وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70]، وقال تعالى أيضًا: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 169]، وهذا يعني أن الإنسان محاسب على أقواله وأفعاله، وليس محاسبًا على أفكاره.

الخلاصة

الإسلام دين التسامح والحرية، وقد كفل حرية الفكر للناس جميعًا، ولا يجوز لأحد أن يحاسب الإنسان على أفكاره، ولكن الإسلام حث الناس على التفكير السليم والتفكير في عواقب أفعالهم، وعلى الإنسان أن يكون حريصًا في أفكاره وأقواله وأفعاله، وأن يتجنب كل ما من شأنه أن يضره أو يضر غيره، والإسلام دين السرية، وقد جعل أفكار الإنسان سرًا بينه وبين الله تعالى، ولا يجوز لأحد أن يحاسبه عليها، والإسلام دين الحساب والجزاء، وقد حذر الله تعالى الناس من مغبة أقوالهم وأفعالهم، والإنسان محاسب على أقواله وأفعاله، وليس محاسبًا على أفكاره.

أضف تعليق