خطبة الدفاع عن الإسلام

خطبة الدفاع عن الإسلام

خطبة الدفاع عن الإسلام

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن الإسلام دين الحق والعدل والسلام، وقد جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الجهل إلى العلم، ومن الفقر إلى الغنى، ومن الذل إلى العز، وقد انتشر الإسلام في جميع أنحاء العالم، وأصبح له ملايين الأتباع، وذلك لما فيه من صلاح الدنيا والآخرة.

وفي هذه الخطبة، سوف أدافع عن الإسلام، وأرد على الشبهات التي يثيرها أعداؤه، وأبين محاسنه وفضائله، وأدعوكم إلى الدخول فيه، والتمسك به، والعمل بأحكامه.

أولاً: الإسلام دين الفطرة

الإسلام فطري، أي أنه يناسب الفطرة الإنسانية، ويوافق العقل السليم، فالإنسان مفطور على معرفة الله تعالى، وعلى عباده، وعلى التوحيد والإخلاص.

الإسلام دين الوسطية، أي أنه ليس فيه غلو ولا إفراط، ولا تفريط، فالإسلام يحث على العبادة، ولكنه لا يكلف الناس ما لا يطيقون، ويحض على الأخلاق الفاضلة، ولكنه لا يفرضها بالقوة.

الإسلام دين التسامح والرحمة، فهو لا يحض على الكراهية أو العنف أو الإرهاب، بل يدعو إلى السلام والمحبة والتعايش السلمي مع الآخرين.

ثانيًا: الإسلام دين العقل

الإسلام دين العقل، فهو يدعو إلى التفكير والتأمل والبحث عن الحقيقة، ويحرم الخرافات والأوهام والأساطير، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج: 46).

الإسلام دين العلم، فهو يحث على طلب العلم والمعرفة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”، وقد حث الإسلام على تعلم مختلف العلوم والفنون، كالفقه والحديث والتفسير والأصول والتاريخ والجغرافيا والطب والهندسة والفلك وغيرها.

الإسلام دين الحضارة والتقدم، فقد كان المسلمون في العصور الوسطى هم رواد الحضارة والتقدم العلمي والثقافي، وقد أسهموا في تطوير العلوم والفنون والآداب، وكان لهم دور كبير في النهضة الأوروبية.

ثالثًا: الإسلام دين الأخلاق

الإسلام دين الأخلاق، فهو يحث على الأخلاق الفاضلة، مثل الصدق والأمانة والعفة والشجاعة والكرم والتواضع والصبر والعدل والإحسان، ويحرم الأخلاق الرذيلة، مثل الكذب والخيانة والفجور والجبن والبخل والكبرياء والجزع والظلم والاعتداء.

الإسلام دين الرحمة، فهو يدعو إلى الرحمة والشفقة على جميع المخلوقات، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، وقد حث الإسلام على إكرام الضيف وإعانة الفقير والمسكين ومساعدة المحتاج وإطعام الطائر والحيوان.

الإسلام دين العدل، فهو يدعو إلى العدل والإنصاف بين الناس، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (النساء: 58)، وقد حث الإسلام على العدل في جميع مجالات الحياة، من السياسة إلى الاقتصاد إلى الاجتماع.

رابعًا: الإسلام دين العبادة

الإسلام دين العبادة، أي أنه يدعو إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56)، والعبادة في الإسلام تشمل جميع الأعمال والأقوال والنيات التي يحبها الله ويرضاها، مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الإسلام دين الشريعة، أي أنه نظام متكامل للحياة، فيه أوامر ونواهي، وفرائض وسنن، وحدود وقصاص، وقد شرع الله تعالى هذه الشريعة لعباده حتى يعيشوا في أمن واستقرار وسلام، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (الشورى: 13).

الإسلام دين الدولة، أي أنه نظام سياسي واجتماعي واقتصادي، وقد جعل الله تعالى الخلافة في الأرض من بعده في قريش، وقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة عاصمة للدولة الإسلامية، ووضع أسس الحكم الإسلامي، ونشر الإسلام في جميع أنحاء جزيرة العرب.

خامسًا: الإسلام دين الدعوة

الإسلام دين الدعوة، أي أنه يدعو إلى نشر الإسلام بين الناس، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125)، وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بدعوة الناس إلى الإسلام، فقال: “بلغوا عني ولو آية”، وقد انتشر الإسلام في جميع أنحاء العالم بفضل دعوة المسلمين.

الإسلام دين الشهادة، أي أنه يشهد على وحدانية الله تعالى، وعلى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى صحة الإسلام، فالمسلمون يشهدون في الصلاة بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وقد كتب المسلمون الشهادتين على مساجدهم وعلى عملاتهم وعلى أعلامهم.

الإسلام دين الجهاد، أي أنه يدعو إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج: 78)، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على الجهاد، فقال: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروته الجهاد”، وقد جاهد المسلمون في سبيل الله تعالى، ونشروا الإسلام في جميع أنحاء العالم.

سادسًا: الإسلام دين الوعد والوعيد

الإسلام دين الوعد والوعيد، أي أنه يعد المؤمنين بالجنة ووعيد الكافرين بالنار، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ} (الأنبياء: 103)، ويقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا} (البقرة: 39)، وقد وعد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالجنة، ووعد الكافرين بالنار.

الإسلام دين الآخرة، أي أنه يهتم بالآخرة أكثر من الدنيا، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (الأعلى: 17)، ويقول: {ف

أضف تعليق