مقدمة:
يُعد حليب الثدي أحد أهم العوامل التي تساهم في صحة ونمو الطفل، لكنه قد يؤثر أيضًا على الخصوبة لدى النساء. في هذا المقال، سنتناول العلاقة بين وجود حليب في الثدي والحمل، وسنناقش الآثار المحتملة للرضاعة الطبيعية على احتمالية الحمل.
الأسباب التي تجعل حليب الثدي يمنع الحمل:
1. ارتفاع مستويات البرولاكتين:
– يرتفع مستوى هرمون البرولاكتين في أثناء الحمل وبعد الولادة، وهذا الارتفاع يساهم في إنتاج حليب الثدي.
– كما أنه يعمل على تثبيط إفراز هرموني الإستروجين والبروجيسترون، وهما الهرمونان الرئيسيان المسؤولان عن تنظيم الدورة الشهرية والحمل.
– يؤدي هذا التثبيط إلى منع حدوث التبويض، وبالتالي منع الحمل.
2. انخفاض مستويات الإستروجين والبروجيسترون:
– كما ذكرنا سابقًا، يرتفع مستوى هرمون البرولاكتين في أثناء الحمل وبعد الولادة، وهذا الارتفاع يعمل على تثبيط إفراز هرموني الإستروجين والبروجيسترون.
– يؤدي هذا الانخفاض إلى منع حدوث التبويض، وبالتالي منع الحمل.
3. تغيرات عنق الرحم:
– أثناء الحمل، يحدث عدد من التغيرات في عنق الرحم، بما في ذلك زيادة في إفراز المخاط، مما يساعد على منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.
– هذه التغيرات تستمر في بعض الأحيان بعد الولادة، مما قد يمنع حدوث الحمل لفترة من الوقت.
متى يمكن أن يحدث الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية؟
1. عند عودة الدورة الشهرية:
– قد تعود الدورة الشهرية لدى بعض النساء بعد فترة قصيرة من الولادة، حتى وإن كنّ لا يزلن يرضعن طبيعياً.
– في هذه الحالة، قد يحدث الحمل إذا لم يتم استخدام وسائل منع الحمل.
2. عند عدم إرضاع الطفل ليلاً:
– إذا كانت المرأة لا ترضع طفلها ليلاً، فقد ينخفض مستوى هرمون البرولاكتين لديها، مما قد يسمح لحدوث التبويض والحمل.
3. عند إرضاع الطفل بشكل غير منتظم:
– إذا كانت المرأة لا ترضع طفلها بشكل منتظم، أو إذا كانت فترات الرضاعة قصيرة، فقد ينخفض مستوى هرمون البرولاكتين لديها، مما قد يسمح لحدوث التبويض والحمل.
طرق منع الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية:
1. الرضاعة الطبيعية الحصرية:
– إذا كانت المرأة ترضع طفلها بشكل حصري، أي أنها لا تعطي طفلها أي أطعمة أو سوائل أخرى غير حليب الثدي، فإنها قد تكون محمية من الحمل لمدة تصل إلى ستة أشهر بعد الولادة.
– ولكن يجب أن تعلم أن هذه الطريقة ليست مضمونة بنسبة 100%.
2. الرضاعة الطبيعية مع استخدام وسائل منع الحمل:
– إذا كانت المرأة لا ترغب في الاعتماد على الرضاعة الطبيعية الحصرية لمنع الحمل، يمكنها استخدام وسائل منع الحمل الأخرى، مثل:
– اللولب.
– حبوب منع الحمل.
– الواقي الذكري.
3. التوعية:
– يجب على النساء اللواتي يرضعن طبيعيًا أن يكون لديهن وعي كامل بالحمل أثناء الرضاعة الطبيعية، وضرورة استخدام وسائل منع الحمل إذا لم يكن الحمل مرغوبًا فيه.
متى يجب استشارة الطبيب؟
1. في حالة الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية:
– إذا حدث الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية، يجب استشارة الطبيب على الفور.
– سيوصي الطبيب بأفضل طريقة لإنهاء الحمل أو الاستمرار فيه، مع الأخذ في الاعتبار صحة الأم والطفل.
2. في حالة عدم عودة الدورة الشهرية بعد الولادة:
– إذا لم تعود الدورة الشهرية لدى المرأة بعد ستة أشهر من الولادة، حتى وإن كانت لا تزال ترضع طبيعياً، يجب استشارة الطبيب.
– قد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى العلاج.
3. في حالة حدوث أي مشاكل صحية:
– إذا كانت المرأة تعاني من أي مشاكل صحية أثناء الرضاعة الطبيعية، مثل نزيف مهبلي أو ألم شديد في الثدي أو ارتفاع في درجة الحرارة، يجب استشارة الطبيب على الفور.
الخلاصة:
– إن وجود حليب في الثدي قد يمنع الحمل، لكنه ليس وسيلة منع حمل مضمونة.
– يمكن للمرأة أن تحمل أثناء الرضاعة الطبيعية، خاصة إذا لم ترضع طفلها بشكل حصري أو إذا عادت دورتها الشهرية.
– هناك العديد من وسائل منع الحمل التي يمكن استخدامها أثناء الرضاعة الطبيعية، مثل اللولب وحبوب منع الحمل والواقي الذكري.
– يجب على النساء اللواتي يرضعن طبيعيًا أن يكون لديهن وعي كامل بالحمل أثناء الرضاعة الطبيعية، وضرورة استخدام وسائل منع الحمل إذا لم يكن الحمل مرغوبًا فيه.
– في حالة حدوث الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية أو في حالة عدم عودة الدورة الشهرية بعد ستة أشهر من الولادة أو في حالة حدوث أي مشاكل صحية، يجب استشارة الطبيب على الفور.