هل يبدأ الصيام من الأذان الأول

هل يبدأ الصيام من الأذان الأول

هل يبدأ الصيام من الأذان الأول؟

مقدمة:

الصيام ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهو واجبٌ على كل مسلم قادرٍ عليه. ويبدأ الصيام من الفجر إلى غروب الشمس، وقد اختلف العلماء في تحديد وقت بدء الصيام، فذهب بعضهم إلى أن الصيام يبدأ من أذان الفجر الأول، بينما ذهب آخرون إلى أنه يبدأ من أذان الفجر الثاني. وفي هذا المقال، سوف نناقش أدلة الفريقين ونرجح الرأي الراجح في هذه المسألة.

الأدلة على أن الصيام يبدأ من أذان الفجر الأول:

1. الدليل من القرآن الكريم:

قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}، وفي هذه الآية دليلٌ على أن الصيام يبدأ من الفجر، والفجر هو الوقت الذي يظهر فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وهذا الوقت هو وقت أذان الفجر الأول.

2. الدليل من السنة النبوية:

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا سمعتم النداء فكلوا واشربوا حتى تسمعوا النداء الآخر}، وفي هذا الحديث دليلٌ على أن الصيام يبدأ من أذان الفجر الأول، وأن الصائم يُفطر عند سماع أذان الفجر الثاني.

3. الدليل من الإجماع:

أجمع العلماء على أن الصيام يبدأ من الفجر، ولكنهم اختلفوا في تحديد وقت الفجر، فذهب الجمهور إلى أن الفجر هو الوقت الذي يظهر فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وهذا الوقت هو وقت أذان الفجر الأول.

الأدلة على أن الصيام يبدأ من أذان الفجر الثاني:

1. الدليل من القرآن الكريم:

قال الله تعالى في سورة الإسراء: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْفَجْرُ}، وفي هذه الآية دليلٌ على أن الصيام يبدأ من الفجر، والفجر هو الوقت الذي يتبين فيه للناس، وهذا الوقت هو وقت أذان الفجر الثاني.

2. الدليل من السنة النبوية:

روى مسلم عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر}، وفي هذا الحديث دليلٌ على أن الصيام ينتهي عند أذان الفجر الثاني، وأن تعجيل الفطر هو من الأمور المستحبة.

3. الدليل من القياس:

الصلاة لا تصح إلا بعد دخول وقتها، والصيام عبادةٌ كالصلاة، فلا يصح إلا بعد دخول وقته، ووقت الصيام هو الفجر، والفجر هو الوقت الذي يتبين فيه للناس، وهذا الوقت هو وقت أذان الفجر الثاني.

الترجيح:

والراجح في هذه المسألة هو أن الصيام يبدأ من أذان الفجر الأول، وذلك للأدلة الآتية:

1. أن الأدلة التي ذكرها الفريق الأول أكثر عددًا وأقوى دلالةً من الأدلة التي ذكرها الفريق الثاني.

2. أن الجمهور من العلماء ذهبوا إلى هذا الرأي، وهذا يدل على صحة هذا الرأي.

3. أن تعجيل الفطر هو من الأمور المستحبة، وهذا يدل على أن الصيام يبدأ من أذان الفجر الأول.

الخاتمة:

وبناءً على ما سبق، فإننا نرجح القول بأن الصيام يبدأ من أذان الفجر الأول، وأن هذا هو الرأي الراجح في هذه المسألة. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لصيام صحيح ومقبول.

أضف تعليق