هل يتعارض الزنك مع المغنيسيوم؟
مقدمة:
الزنك والمغنيسيوم من المعادن الأساسية التي تلعب دورًا مهمًا في الصحة العامة. على الرغم من ذلك، فإن هناك بعض المخاوف من أن تناول هذين المعدنين معًا قد يؤدي إلى تداخل في امتصاصهما. في هذا المقال، سنستكشف العلاقة بين الزنك والمغنيسيوم ونناقش ما إذا كان تناولهما معًا قد يتعارض مع امتصاص أحدهما أو كليهما.
1. أهمية الزنك والمغنيسيوم:
الزنك: يعد الزنك معدنًا أساسيًا يلعب دورًا في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، بما في ذلك تعزيز المناعة، ووظيفة الغدة الدرقية، والتئام الجروح، وصحة الجلد والشعر والأظافر.
المغنيسيوم: يعد المغنيسيوم معدنًا أساسيًا أيضًا ويلعب دورًا مهمًا في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، بما في ذلك تنظيم ضغط الدم، ووظيفة الأعصاب والعضلات، وامتصاص الكالسيوم، وإنتاج الطاقة.
2. امتصاص الزنك والمغنيسيوم:
امتصاص الزنك: يُمتص الزنك في الأمعاء الدقيقة، وتؤثر العديد من العوامل على امتصاصه، بما في ذلك وجود المعادن الأخرى في النظام الغذائي، مثل الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم.
امتصاص المغنيسيوم: يُمتص المغنيسيوم أيضًا في الأمعاء الدقيقة، وتؤثر العديد من العوامل على امتصاصه، بما في ذلك وجود المعادن الأخرى في النظام الغذائي، مثل الكالسيوم والحديد والزنك.
3. التداخل المحتمل بين الزنك والمغنيسيوم:
التداخل في الامتصاص: هناك بعض المخاوف من أن تناول الزنك والمغنيسيوم معًا قد يتداخل في امتصاص أحدهما أو كليهما. وقد أظهرت بعض الدراسات أن تناول الزنك بجرعات عالية قد يؤدي إلى انخفاض امتصاص المغنيسيوم، والعكس صحيح.
التنافس على النقل: قد يتنافس الزنك والمغنيسيوم على الناقلات نفسها لنقلهما عبر الأمعاء الدقيقة، مما قد يؤدي إلى انخفاض امتصاص أحدهما أو كليهما.
تكوين مركبات غير قابلة للامتصاص: قد يتفاعل الزنك والمغنيسيوم مع بعضهما البعض لتكوين مركبات غير قابلة للامتصاص في الأمعاء الدقيقة، مما قد يؤدي إلى انخفاض امتصاص أحدهما أو كليهما.
4. الدراسات العلمية:
أظهرت بعض الدراسات أن تناول الزنك بجرعات عالية قد يؤدي إلى انخفاض امتصاص المغنيسيوم في الأمعاء الدقيقة.
أظهرت بعض الدراسات الأخرى أن تناول المغنيسيوم بجرعات عالية قد يؤدي إلى انخفاض امتصاص الزنك في الأمعاء الدقيقة.
ومع ذلك، فإن معظم الدراسات التي أجريت على هذا الموضوع قد أجريت على الحيوانات أو في المختبر، وليس من الواضح ما إذا كان هذا التداخل يحدث في البشر الذين يتناولون جرعات معتدلة من الزنك والمغنيسيوم.
5. المخاوف الصحية:
قد يؤدي التداخل في امتصاص الزنك والمغنيسيوم إلى حدوث نقص في أحد المعدنين أو كليهما، مما قد يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك ضعف المناعة، وخلل في وظيفة الغدة الدرقية، والتئام الجروح السيئ، وارتفاع ضغط الدم، وخلل في وظيفة الأعصاب والعضلات، وتشنجات العضلات، واضطرابات النوم، وغيرها.
قد تكون المخاوف الصحية المرتبطة بالتداخل بين الزنك والمغنيسيوم أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يتناولون مكملات الزنك والمغنيسيوم بجرعات عالية، أو لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة، مثل أمراض الجهاز الهضمي أو أمراض الكلى.
6. التوصيات الغذائية:
توصي معظم المنظمات الصحية بتناول كميات كافية من الزنك والمغنيسيوم من خلال النظام الغذائي المتوازن.
بالنسبة للبالغين، فإن الكمية الموصى بها من الزنك هي 8 ملليجرام في اليوم للذكور و 6 ملليجرام في اليوم للإناث.
بالنسبة للبالغين، فإن الكمية الموصى بها من المغنيسيوم هي 400 ملليجرام في اليوم للذكور و 310 ملليجرام في اليوم للإناث.
من الممكن الحصول على الكميات الموصى بها من الزنك والمغنيسيوم من خلال تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك اللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك، والمأكولات البحرية، والمكسرات، والبذور، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات.
7. الخلاصة:
على الرغم من وجود بعض المخاوف من أن تناول الزنك والمغنيسيوم معًا قد يتداخل في امتصاص أحدهما أو كليهما، فإن معظم الدراسات التي أجريت على هذا الموضوع قد أجريت على الحيوانات أو في المختبر، وليس من الواضح ما إذا كان هذا التداخل يحدث في البشر الذين يتناولون جرعات معتدلة من الزنك والمغنيسيوم. وبالتالي، فإن التوصية العامة هي تناول كميات كافية من الزنك والمغنيسيوم من خلال النظام الغذائي المتوازن، وعدم تناول مكملات الزنك والمغنيسيوم بجرعات عالية إلا تحت إشراف الطبيب.