هل يجب النوم قبل صلاة التهجد

هل يجب النوم قبل صلاة التهجد

المقدمة

صلاة التهجد من الصلوات المؤكدة في الإسلام، وهي صلاة الليل التي تصلى بعد النوم، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على صلاة التهجد وتبين فضلها العظيم. ومن بين الأسئلة التي يطرحها المسلمون حول صلاة التهجد: هل يجب النوم قبل صلاة التهجد؟ وفي هذا المقال، سنتناول هذا السؤال بالتفصيل، ونتعرف على أقوال العلماء في هذه المسألة، وندعم أقوالنا بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية.

أهمية صلاة التهجد

1. التقرُّب من الله تعالى: صلاة التهجد من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي من الأعمال الصالحة التي يثيب الله عليها ثوابًا عظيمًا.

2. مغفرة الذنوب: صلاة التهجد سبب في مغفرة الذنوب ورفع الدرجات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلًا فصلى، غفر الله له ذنوبه” (رواه الترمذي).

3. استجابة الدعاء: صلاة التهجد وقت مستجاب للدعاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن في الليل ساعة لا يُوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة” (رواه مسلم).

هل يجب النوم قبل صلاة التهجد؟

1. جمهور العلماء: يرى جمهور العلماء أنه لا يجب النوم قبل صلاة التهجد، وأن صلاة التهجد تجزئ سواء نام المصلي قبلها أم لم ينم. واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} (السجدة: 16)، وقوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} (الذاريات: 17).

2. الحنفية: يرى الحنفية أنه يستحب النوم قبل صلاة التهجد، وأن صلاة التهجد أفضل لمن نام قبلها. واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من نام عن حزبه من الليل، فإنه يقرأه حين يستيقظ” (رواه مسلم).

3. المالكيَّة: يرى المالكية أنه لا يجب النوم قبل صلاة التهجد، وأن صلاة التهجد تجزئ سواء نام المصلي قبلها أم لم ينم. واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} (الإسراء: 79).

أفضل وقت لصلاة التهجد

1. الثلث الآخر من الليل: يرى جمهور العلماء أن أفضل وقت لصلاة التهجد هو الثلث الآخر من الليل، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له” (رواه ابن ماجه).

2. بعد نصف الليل: يرى بعض العلماء أن أفضل وقت لصلاة التهجد هو بعد نصف الليل، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قام من الليل فصلى أربع ركعات، قرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد والمعوذتين، ثم قال: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، غفر له” (رواه الترمذي).

3. وقت السحر: يرى بعض العلماء أن أفضل وقت لصلاة التهجد هو وقت السحر، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن في السماء بابًا يقال له: الريان، لا يدخله إلا الصائمون، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الصائمون؟ فيقومون ويدخلون الجنة” (رواه الترمذي).

كيفية صلاة التهجد

1. النية: ينوي المصلي صلاة التهجد في قلبه، ولا يشترط التلفظ بالنية.

2. التكبير: يكبر المصلي تكبيرة الإحرام، ويقرأ سورة الفاتحة وسورة قصيرة، ثم يركع ويسجد.

3. التشهد: يجلس المصلي للتشهد الأول، ثم يقوم ويقرأ سورة الفاتحة وسورة قصيرة، ثم يركع ويسجد.

4. التشهد الأخير: يجلس المصلي للتشهد الأخير، ويسلم عن يمينه وعن يساره.

آداب صلاة التهجد

1. الخشوع: ينبغي على المصلي أن يكون خاشعًا في صلاته، وأن يتدبر معاني القرآن الكريم، وأن يجعل قلبه حاضرًا مع ربه.

2. الإطالة: ينبغي على المصلي أن يطيل صلاة التهجد، وأن يكثر من الدعاء والتسبيح والاستغفار.

3. المحافظة: ينبغي على المصلي أن يحافظ على صلاة التهجد، وأن يجعلها جزءًا من روتينه اليومي.

الخاتمة

وفي الختام، فإن صلاة التهجد من الصلوات المؤكدة في الإسلام، وهي من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه. ولا يجب النوم قبل صلاة التهجد، ولكن يستحب ذلك لمن كان ضعيفًا أو مريضًا أو كان له عذر شرعي. وأفضل وقت لصلاة التهجد هو الثلث الآخر من الليل، ويمكن صلاتها أيضًا بعد نصف الليل أو وقت السحر. وينبغي على المصلي أن يراعي آداب صلاة التهجد، وأن يحرص على المحافظة عليها.

أضف تعليق