هل يجب وصول الماء لجميع الشعر في الغسل

هل يجب وصول الماء لجميع الشعر في الغسل

المقدمة:

الغسل من أهم العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهو واجب عند حدوث بعض الأسباب، مثل الجنابة، والحيض، والنفاس، وغيرها. وقد اختلف الفقهاء في حكم وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل، فذهب بعضهم إلى وجوب ذلك، بينما ذهب آخرون إلى عدم وجوبه.

أدلة وجوب وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل:

1. قول الله تعالى: “فَأَغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”. (المائدة: 6).

وهذه الآية تدل على وجوب غسل جميع أجزاء الجسم، ومنها الشعر، لأن المسح بالرأس لا يحصل إلا إذا وصل الماء إلى جميع الشعر.

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا اغتسلتَ فأسبغ الوضوء، ثم حُثُ على رأسك ثلاث حثيات، ثم أفيض الماء على سائر جسدك”. (رواه البخاري ومسلم).

وهذا الحديث يدل على وجوب غسل جميع أجزاء الجسم، ومنها الشعر، لأن الحث على الرأس ثلاث حثيات لا يحصل إلا إذا وصل الماء إلى جميع الشعر.

3. قول الصحابة والتابعين: ذهب الصحابة والتابعون إلى وجوب وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل، ونقل الإجماع على ذلك جماعة من العلماء.

أدلة عدم وجوب وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل:

1. قول الله تعالى: “وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا”. (المائدة: 6).

وهذه الآية تدل على أن الغسل يرفع الجنابة، بغض النظر عن وصول الماء إلى جميع أجزاء الجسم، ومنها الشعر.

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من توضأ كما أمر، ثم غسل رجليه حتى يبلغ الكعبين، ثم غسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ثم مسح برأسه وأذنيه وظاهر قدميه فقد تمت طهارته”. (رواه الترمذي وابن ماجه).

وهذا الحديث يدل على أن الغسل يرفع الجنابة، بغض النظر عن وصول الماء إلى جميع أجزاء الجسم، ومنها الشعر.

3. قول الصحابة والتابعين: ذهب بعض الصحابة والتابعين إلى عدم وجوب وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل، ونقل هذا القول عنهم جماعة من العلماء.

الخلاف بين الفقهاء في حكم وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل:

1. ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل، واستدلوا على ذلك بالأدلة التي ذكرناها سابقًا.

2. وذهب بعض الفقهاء إلى عدم وجوب وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل، واستدلوا على ذلك بالأدلة التي ذكرناها سابقًا.

الراجح من أقوال الفقهاء:

الراجح من أقوال الفقهاء هو القول بوجوب وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل، وذلك لأن الأدلة التي استدل بها القائلون بهذا القول أقوى من الأدلة التي استدل بها القائلون بالقول الآخر.

حكم من لم يصل الماء إلى جميع شعره في الغسل:

من لم يصل الماء إلى جميع شعره في الغسل، فعليه أن يعيد الغسل، وذلك لأن الغسل لم يصح من الأصل.

الخاتمة:

الغسل من أهم العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهو واجب عند حدوث بعض الأسباب، مثل الجنابة، والحيض، والنفاس، وغيرها. وقد اختلف الفقهاء في حكم وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل، فذهب بعضهم إلى وجوب ذلك، بينما ذهب آخرون إلى عدم وجوبه. والراجح من أقوال الفقهاء هو القول بوجوب وصول الماء إلى جميع الشعر في الغسل. ومن لم يصل الماء إلى جميع شعره في الغسل، فعليه أن يعيد الغسل.

أضف تعليق