هل الإيلاج بدون إنزال يوجب الغسل السيستاني

هل الإيلاج بدون إنزال يوجب الغسل السيستاني

هل الإيلاج بدون إنزال يوجب الغسل السيستاني؟

مقدمة:

يُعد الغسل من أهم العبادات التي يقوم بها المسلم، وهو واجب في بعض الحالات، ومستحب في حالات أخرى، وقد اختلف الفقهاء في وجوب الغسل من الإيلاج بدون إنزال، فذهب بعضهم إلى وجوبه، وذهب آخرون إلى عدم وجوبه، وسوف نناقش في هذا المقال القولين بالتفصيل، ونبين أدلة كل فريق ومرجعيته.

أولاً: القول بوجوب الغسل:

ذهب بعض الفقهاء إلى أن الإيلاج بدون إنزال يوجب الغسل، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

1. الدليل الأول:

ما ورد في السنة النبوية من أحاديث تدل على وجوب الغسل من الإيلاج ولو بدون إنزال، ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل فرجه ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم غسل سائر جسده”.

2. الدليل الثاني:

وتفسير الإيلاج بأنه مجامعة كاملة بغض النظر عن وجود إنزال، وبالتالي فإن مجرد دخول الحشفة في الفرج يوجب الغسل، بغض النظر عن وجود إنزال من عدمه.

3. الدليل الثالث:

وتعليل هذا القول بأن الإيلاج يعتبر تمتعًا جنسيًا كاملًا، حتى ولو لم يحدث إنزال، وأن هذا التمتع يستوجب الغسل.

ثانيًا: القول بعدم وجوب الغسل:

ذهب فريق آخر من الفقهاء إلى أن الإيلاج بدون إنزال لا يوجب الغسل، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

1. الدليل الأول:

ما ورد في السنة النبوية من أحاديث تدل على عدم وجوب الغسل من الإيلاج بدون إنزال، ومن ذلك ما رواه أبو داود في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم، ويمص لساني، ولا يرى ذلك يفسد صومه”.

2. الدليل الثاني:

وتفسير الإيلاج بأنه مجرد ملامسة جنسية وليس مجامعة كاملة، وبالتالي فإن مجرد دخول الحشفة في الفرج لا يوجب الغسل، إلا إذا حدث إنزال.

3. الدليل الثالث:

وتعليل هذا القول بأن الإيلاج بدون إنزال لا يعتبر تمتعًا جنسيًا كاملًا، وأن هذا التمتع هو الذي يستوجب الغسل.

ثالثًا: الراجح من القولين:

الراجح من القولين هو القول بعدم وجوب الغسل من الإيلاج بدون إنزال، وذلك للأدلة التالية:

1. الدليل الأول:

الأحاديث التي استدل بها القائلون بوجوب الغسل ضعيفة أو غير صريحة في الدلالة على وجوب الغسل، بينما الأحاديث التي استدل بها القائلون بعدم وجوب الغسل صحيحة وصريحة في الدلالة على عدم وجوب الغسل.

2. الدليل الثاني:

القياس على قبلة الصائم، فقبلة الصائم لا تفسد صومه مع أنها تعتبر تمتعًا جنسيًا، فكذلك الإيلاج بدون إنزال لا يوجب الغسل مع أنه يعتبر تمتعًا جنسيًا.

3. الدليل الثالث:

العرف والعادة، فالعرف والعادة لا يعتبران الإيلاج بدون إنزال تمتعًا جنسيًا كاملًا، وبالتالي فإن الإيلاج بدون إنزال لا يوجب الغسل.

رابعًا: شروط وجوب الغسل:

يشترط لوجوب الغسل من الجنابة عدة شروط، منها:

1. الشروط الأول:

الاتصال الجنسي الكامل، وهذا يشمل الإيلاج في الفرج ولو بدون إنزال، والمباشرة الجنسية الكاملة ولو بدون إيلاج.

2. الشرط الثاني:

الخروج من الفرج، سواء كان ذلك عن طريق الإنزال أو عن طريق الانسحاب.

3. الشرط الثالث:

النية، فلا يصح الغسل إلا بنية رفع الحدث الأكبر.

خامسًا: كيفية الغسل:

الغسل من الجنابة له كيفية خاصة، وهي:

1. النية:

ينوي المكلف رفع الحدث الأكبر.

2. التسمية:

يقول المكلف “بسم الله الرحمن الرحيم”.

3. غسل الأعضاء التناسلية:

يغسل المكلف أعضائه التناسلية بالماء والصابون.

4. الوضوء:

يتوضأ المكلف وضوءًا كاملاً.

5. غسل سائر الجسد:

يغسل المكلف سائر جسده بالماء، ويبدأ بالجانب الأيمن ثم الجانب الأيسر.

6. الترتيب:

يغسل المكلف جسده مرتبًا، فلا يبدأ بالأجزاء العليا ثم السفلية، أو العكس.

سادسًا: الحالات التي يجب فيها الغسل:

يجب الغسل في عدة حالات، منها:

1. الحالة الأولى:

الجماع الكامل، سواء كان ذلك بين الزوجين أو بين الزانيين.

2. الحالة الثانية:

المباشرة الجنسية الكاملة، ولو بدون إيلاج.

3. الحالة الثالثة:

الخروج من الفرج بعد الاتصال الجنسي، سواء كان ذلك عن طريق الإنزال أو عن طريق الانسحاب.

4. الحالة الرابعة:

الاستحلام، وهو خروج المني أثناء النوم.

5. الحالة الخامسة:

ملامسة الفرج بشهوة، ولو بدون إيلاج أو خروج مني.

سابعًا: الخاتمة:

الغسل من الجنابة واجب في عدة حالات، منها الجماع الكامل والمباشرة الجنسية الكاملة والخروج من الفرج بعد الاتصال الجنسي والاستحلام وملامسة الفرج بشهوة، ويشترط لوجوب الغسل الاتصال الجنسي الكامل والخروج من الفرج والنية، والغسل له كيفية خاصة، ويجب ترتيب الأعضاء في الغسل، والراجح من القولين هو القول بعدم وجوب الغسل من الإيلاج بدون إنزال.

أضف تعليق