هل يجوز أكلم حبيبي وأنا صائمة؟
مقدمة:
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالصيام في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]. والصيام عبادة روحية وجسدية، فهو يربي المسلم على ضبط النفس والتحكم في الشهوات، كما أنه ينقيه من الذنوب والخطايا. والصيام أيضاً عبادة اجتماعية، فهو يربي المسلم على التعاون والتراحم والمشاركة مع الآخرين، كما أنه يقوي أواصر المحبة والألفة بين المسلمين.
أولاً: حكم التحدث مع الحبيب أثناء الصيام:
اتفق الفقهاء على أن التحدث مع الحبيب جائز أثناء الصيام طالما كان الكلام لا يتضمن محظورات شرعية مثل الغيبة أو النميمة أو الكذب أو الفحش أو أي كلام محرم آخر، وقد استدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام جُنَّة ما لم يُخرِقها».
ثانياً: آداب التحدث مع الحبيب أثناء الصيام:
ينبغي للمسلم أن يتحلى بآداب معينة عند التحدث مع حبيبه أثناء الصيام، ومن هذه الآداب:
حسن اختيار الوقت: يجب اختيار وقت مناسب للتحدث مع الحبيب، بحيث لا يتعارض مع أداء العبادات الأخرى مثل الصلاة وتلاوة القرآن الكريم.
مراعاة مشاعر الحبيب: يجب مراعاة مشاعر الحبيب والاهتمام بما يهمه، وتجنب التطرق إلى مواضيع قد تثير غضبه أو حزنه.
الالتزام بالصدق والأمانة: يجب الالتزام بالصدق والأمانة في الحديث مع الحبيب، وتجنب الكذب أو المبالغة أو الخداع.
تجنب الكلام المحرم: يجب تجنب الكلام المحرم أثناء التحدث مع الحبيب، مثل الغيبة والنميمة والكذب والفحش وغيرها من المحرمات.
الابتعاد عن اللمس: يجب الابتعاد عن لمس الحبيب أثناء التحدث معه، وذلك حتى لا يفسد الصيام عن طريق إثارة الشهوة.
ثالثاً: فوائد التحدث مع الحبيب أثناء الصيام:
هناك العديد من الفوائد للتحدث مع الحبيب أثناء الصيام، ومن هذه الفوائد:
تقوية العلاقة بين الحبيبين: يساعد التحدث مع الحبيب أثناء الصيام على تقوية العلاقة بين الحبيبين، وزيادة المحبة والألفة بينهما.
التعاون على أداء العبادات: يساعد التحدث مع الحبيب أثناء الصيام على التعاون على أداء العبادات، مثل الصلاة وتلاوة القرآن الكريم، مما يزيد من الأجر والثواب.
التخفيف من مشقة الصيام: يساعد التحدث مع الحبيب أثناء الصيام على التخفيف من مشقة الصيام، وتسلية النفس وإبعادها عن التفكير في الطعام والشراب.
تبادل الخبرات والتجارب: يساعد التحدث مع الحبيب أثناء الصيام على تبادل الخبرات والتجارب، والاستفادة من نصائح الحبيب وتوجيهاته.
رابعاً: محاذير التحدث مع الحبيب أثناء الصيام:
هناك بعض المحاذير التي يجب مراعاتها عند التحدث مع الحبيب أثناء الصيام، ومن هذه المحاذير:
تجنب الحديث عن الأمور الجنسية: يجب تجنب الحديث عن الأمور الجنسية أثناء التحدث مع الحبيب، وذلك حتى لا يفسد الصيام عن طريق إثارة الشهوة.
تجنب الكلام الكثير: يجب تجنب الكلام الكثير أثناء التحدث مع الحبيب، وذلك حتى لا يؤدي ذلك إلى إرهاق الجسم وإضعافه.
تجنب الكلام بصوت مرتفع: يجب تجنب الكلام بصوت مرتفع أثناء التحدث مع الحبيب، وذلك حتى لا يجذب الانتباه ويسبب الإزعاج للآخرين.
تجنب الحديث عن الأمور المحزنة: يجب تجنب الحديث عن الأمور المحزنة أثناء التحدث مع الحبيب، وذلك حتى لا يؤدي ذلك إلى إفساد الصيام عن طريق إثارة الحزن والاكتئاب.
خامساً: حكم تبادل القبلات والمداعبات أثناء الصيام:
اتفق الفقهاء على أن تبادل القبلات والمداعبات بين الزوجين جائز أثناء الصيام إذا لم يؤد ذلك إلى إثارة الشهوة أو الإفطار، وقد استدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام جُنَّة ما لم يُخرقها».
سادساً: حكم الحديث عن الحب والغرام أثناء الصيام:
اتفق الفقهاء على أن الحديث عن الحب والغرام جائز أثناء الصيام طالما كان الكلام لا يتضمن محظورات شرعية مثل الغيبة أو النميمة أو الكذب أو الفحش أو أي كلام محرم آخر، وقد استدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام جُنَّة ما لم يُخرقها».
سابعاً: حكم التخطيط للزواج أثناء الصيام:
اتفق الفقهاء على أن التخطيط للزواج جائز أثناء الصيام طالما كان الكلام لا يتضمن محظورات شرعية مثل الغيبة أو النميمة أو الكذب أو الفحش أو أي كلام محرم آخر، وقد استدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام جُنَّة ما لم يُخرقها».
خاتمة:
الصيام عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وهو فرصة للمسلم ليتقرب إلى الله تعالى وينال رضاه وعفوه. والتحدث مع الحبيب أثناء الصيام جائز طالما كان الكلام لا يتضمن محظورات شرعية، ويجب على المسلم أن يتحلى بآداب معينة عند التحدث مع حبيبه أثناء الصيام، وأن يتجنب المحاذير التي قد تؤدي إلى إفساد صيامه.