No images found for هل يجوز إخراج زكاة الفطر على الجنين في ب
المقدمة:
تعتبر زكاة الفطر من أهم العبادات المالية في الإسلام، والتي شرعها الله تعالى على المسلمين لإخراجها في شهر رمضان المبارك، وقد وردت أحكامها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد اتفق العلماء على وجوب إخراج زكاة الفطر على كل مسلم ذكر وأنثى، صغير وكبير، حر أو عبد، وعلى الجنين في بطن أمه أيضًا.
أولاً: زكاة الفطر على الجنين في بطن أمه:
1. مفهوم الجنين في بطن أمه:
الجنين في بطن أمه هو الإنسان الذي لم يولد بعد، وقد ورد في الشرع تسميات مختلفة له، فسمي نطفة ثم علقة ثم مضغة، ثم بعد ذلك سمي جنينًا، وقد اختلف الفقهاء في تحديد وقت بدء الحمل للجنين، فمنهم من قال إنه يبدأ من لحظة انعقاد النطفة، ومنهم من قال إنه يبدأ من وقت نفخ الروح فيه، ومنهم من قال إنه يبدأ من وقت ظهوره في بطن أمه.
2. حكم إخراج زكاة الفطر على الجنين في بطن أمه:
اتفق الفقهاء على وجوب إخراج زكاة الفطر على الجنين في بطن أمه، وذلك لأن الجنين يعتبر شخصًا معنويًا له حقوق وواجبات، وقد ورد الدليل على ذلك في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، ومن ولد قبل طلوع الفجر”.
3. مقدار زكاة الفطر على الجنين في بطن أمه:
يجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه على قدر ما يجب إخراجه عن البالغ، وذلك بمقدار صاع من الطعام، والصاع يساوي 2.5 كيلو جرام تقريبًا.
ثانيًا: كيفية إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه:
1. من يخرج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه:
يجب على والد الجنين في بطن أمه أن يخرج زكاة الفطر عنه، وذلك لكونه الولي الشرعي عليه، فإذا كان الجنين في بطن زوجته، فإن زوجته تكون هي المسؤولة عن إخراج زكاة الفطر عنه، وإذا لم يكن للجنين والد أو والدة، فإن ولي أمره هو الذي يخرج زكاة الفطر عنه.
2. موعد إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه:
يجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه في يوم عيد الفطر المبارك، أو في اليوم الذي يسبقه، وذلك لأن زكاة الفطر مرتبطة بشهر رمضان المبارك، وقد ورد الدليل على ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة”.
3. كيفية إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه:
يمكن إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه بالطرق التالية:
– إعطاء المال إلى الفقراء والمساكين بشكل مباشر.
– إعطاء المال إلى الجمعيات الخيرية التي تتولى مهمة توزيع زكاة الفطر على مستحقيها.
– إعطاء المال إلى المساجد التي تتولى مهمة توزيع زكاة الفطر على مستحقيها.
ثالثًا: فوائد إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه:
1. إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه يُعد من أبواب البر والإحسان، وقد ورد الدليل على ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: “من أدى زكاة الفطر قبل صلاة العيد فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد صلاة العيد فهي صدقة من الصدقات”.
2. إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه يُعد من أسباب دخول الجنة، وقد ورد الدليل على ذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث قال: “من صام رمضان وآتى زكاة الفطر دخل الجنة”.
3. إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه يُعد من أسباب ستر عورات الفقراء والمساكين في يوم العيد، وقد ورد الدليل على ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين”.
رابعًا: شروط وجوب إخراج زكاة الفطر:
1. الإسلام: يجب أن يكون المخرج مسلمًا، فغير المسلم لا تجب عليه زكاة الفطر.
2. البلوغ: يجب أن يكون المخرج بالغًا، فالصبي غير البالغ لا تجب عليه زكاة الفطر.
3. العقل: يجب أن يكون المخرج عاقلًا، فالمجنون لا تجب عليه زكاة الفطر.
4. الحرية: يجب أن يكون المخرج حرًا، فالعبد لا تجب عليه زكاة الفطر.
5. القدرة: يجب أن يكون المخرج قادرًا على إخراج زكاة الفطر، فالمعدوم لا تجب عليه زكاة الفطر.
خامسًا: من هم مستحقو زكاة الفطر؟
1. الفقراء: وهم الذين لا يملكون قوت يومهم ولا كسوتهم.
2. المساكين: وهم الذين يملكون قوت يومهم وكسوتهم، ولكنهم لا يملكون ما يكفي لسد حاجاتهم الأساسية.
3. العاملون عليها: وهم الذين يتولون مهمة جمع زكاة الفطر وتوزيعها على مستحقيها.
4. الرقاب: وهم الذين في رق أو أسر، فيُخرج عنهم زكاة الفطر حتى يفكوا رقابهم.
5. الغارمون: وهم الذين عليهم ديون ولا يستطيعون سدادها.
سادسًا: حكم إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه قبل ولادته:
1. الاتجاه الأول: ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه قبل ولادته، وذلك لأن الجنين يعتبر شخصًا معنويًا له حقوق وواجبات، وقد ورد الدليل على ذلك في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، ومن ولد قبل طلوع الفجر”.
2. الاتجاه الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه قبل ولادته، وذلك لأن الجنين لا يعتبر شخصًا حقيقيًا إلا بعد ولادته، وقد ورد الدليل على ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: “لا زكاة إلا عن ظهر غني”.
3. الاتجاه الثالث: ذهب بعض الفقهاء إلى التفرقة بين إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه قبل ولادته، وإخراجها عنه بعد ولادته، فإذا كان الجنين في بطن أمه قد ظهرت خلقته وأصبح قابلاً للحياة، فيجب إخراج زكاة الفطر عنه، أما إذا لم يكن قد ظهرت خلقته أو لم يكن قابلاً للحياة، فلا يجب إخراج زكاة الفطر عنه.
سابعًا: الخاتمة:
زكاة الفطر عبادة مالية عظيمة لها فضائل كثيرة، ويجب على كل مسلم أن يحرص على إخراجها، سواء كان ذلك عن نفسه أو عن غيره، وإخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه واجب على والده أو والدته، أو على ولي أمره، ويجب إخراجها في موعدها المحدد، وهي يوم عيد الفطر المبارك، أو في اليوم الذي يسبقه، ويجب إخراجها على قدر ما يجب إخراجه عن البالغ، وذلك بمقدار صاع من الطعام، والصاع يساوي 2.5 كيلو جرام تقريبًا.