مقدمة
زكاة الفطر أحد أركان الإسلام الخمس، والتي تجب على كل مسلم ومسلمة، من المسلمين، كأحد أركان الإسلام يخرجها المؤمن في نهاية شهر رمضان المبارك قبل صلاة العيد، وتقدر بمد واحد من الطعام، أو ما يعادل قيمته من النقود، ليكون صدقة للمحتاجين، والفقراء، ويعتبر الجنين أحد فروع النسب، فقد اختلف الفقهاء في وجوب إخراج زكاة الفطر على الجنين، وهل هو واجب على المرأة الحامل؟، وهناك العديد من الآراء والتفصيلات في هذا الشأن.
وجوب زكاة الفطر على الجنين
يرى بعض الفقهاء أن زكاة الفطر واجبة على الجنين، ويستدلون بذلك على أن الجنين جزء من المرأة الحامل، وبالتالي فهو ملزم بإخراج زكاة الفطر مثلها، ويقولون أنه يجب على الأم إخراج زكاة الفطر عن نفسها وعن جنينها، وذلك لأن الجنين يعد جزءًا منها، فهي تدفع عنه الزكاة، مثلما تدفع عنه النفقة.
ويرى فريق آخر أن زكاة الفطر لا تجب على الجنين، ويعتمدون في ذلك أنه لم يولد بعد، وبالتالي فهو غير مكلف بإخراج الزكاة، ولا يعتبر الجنين مكلفًا شرعيًا، ولا تجب عليه العبادات، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، ولا تجب عليه الأموال، كزكاة المال، ولذلك لا تجب عليه زكاة الفطر.
ويذهب فريق ثالث إلى أن زكاة الفطر تجب على الجنين إذا كان الحمل قد تم في بداية شهر رمضان، أي قبل غروب شمس أول يوم منه، وذلك لأن الجنين يعتبر موجودًا شرعًا من لحظة الحمل، وبالتالي فهو مكلف بإخراج الزكاة مثل غيره من المسلمين، وقال الحنفية: زكاة الفطر تجب على الجنين إذا كان الحمل صحيحًا في آخر يوم من رمضان، فإذا سبق ولادة الجنين آخر يوم، فلا زكاة عليه.
حالات عدم وجوب زكاة الفطر على الجنين
قال مالك والشافعي وأحمد: إذا أسقطت امرأة حملها قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان، فلا زكاة عليه، ولا على أمه عنه، حتى لو أسقطت بعد الفجر من يوم العيد، حيث لا يجب إخراج الزكاة عنه؛ لأنه غير موجود عند غروب شمس آخر يوم من رمضان.
وإذا كان الحمل باقيًا بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان، وكان الجنين ميتًا، فلا زكاة عليه، ولا على أمه عنه، حيث لا تجب الزكاة على الميت؛ لأنها عبادة بدنية، ولا يصح أداؤها من غير المكلف.
قال الحنفية: إذا كان الحمل باقيًا بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان، وكان الجنين حيًا، تجب على الأم زكاة الفطر على نفسها وعن الجنين، ولا يجوز تأخير إخراج الزكاة عن الجنين حتى يولد؛ لأنه وجد حيًا عند غروب الشمس آخر يوم من رمضان.
كيفية إخراج زكاة الفطر عن الجنين
إذا كانت المرأة الحامل قادرة على إخراج زكاة الفطر عن نفسها وعن جنينها، فعليها أن تخرجها بنفسها، وذلك بأن تدفع قيمة زكاة الفطر عن نفسها وعن جنينها إلى الفقراء والمحتاجين، أو وكيل الزكاة، أو إلى صندوق الزكاة في الدولة التي تعيش فيها.
أما إذا كانت المرأة الحامل غير قادرة على إخراج زكاة الفطر عن نفسها وعن جنينها، فيجب على زوجها أو ولي أمرها أن يخرجها عنهما، وذلك بأن يدفع قيمة زكاة الفطر عن نفسه وعن زوجته وعن جنينها إلى الفقراء والمحتاجين، ويجب أن تكون النية في إخراج زكاة الفطر عن الجنين خالصة لوجه الله تعالى، ويجب أن تكون الزكاة مقبولة عند الله تعالى، وأن تكون من طيب المال.
حكم إخراج زكاة الفطر عن الجنين المتوفى
إذا مات الجنين قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان، فلا تجب على الأم زكاة الفطر عنه، وذلك لأنه لم يكن موجودًا عند غروب الشمس، وبالتالي فهو غير مكلف بإخراج الزكاة، وإذا مات الجنين بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان، تجب على الأم زكاة الفطر عنه، وذلك لأنه كان موجودًا عند غروب الشمس، وبالتالي فهو مكلف بإخراج الزكاة.
وقال مالك والشافعي وأحمد: إخراج زكاة الفطر عن الجنين المتوفى بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان مستحب، وليس واجبًا، حيث لم يرد دليل شرعي يدل على وجوب إخراجها عنه، وقال الحنفية: إن إخراج زكاة الفطر عن الجنين المتوفى بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان واجب، وذلك لأنه كان موجودًا عند غروب الشمس، وبالتالي فهو مكلف بإخراج الزكاة.
فضل إخراج زكاة الفطر عن الجنين
يعتبر إخراج زكاة الفطر عن الجنين من الأعمال الصالحة التي لها أجر عظيم عند الله تعالى، كما أنها تعد صدقة للمحتاجين والفقراء، وتساعد في تخفيف آلامهم ومعاناتهم، كما أنها تعد شكراً لله تعالى على نعمه، وتساعد في تنمية روح المحبة والتعاون بين المسلمين.
ومن فضائل إخراج زكاة الفطر عن الجنين أنها تكفر عن الذنوب والمعاصي، وتزيد من الحسنات، وتجلب الرزق والبركة للمسلم، وتساعد في دخول الجنة، كما أنها من الأعمال التي يحبها الله تعالى ويرضى عنها.
خاتمة
في نهاية هذا المقال، يجب على المسلم إخراج زكاة الفطر عن نفسه وعن جميع من يعولهم من المسلمين، بما في ذلك الجنين، وإخراج زكاة الفطر عن الجنين من الأمور المستحبة، التي ينبغي على المسلم أن يحرص عليها، فذلك من الأعمال الصالحة التي لها أجر عظيم عند الله تعالى.