هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالث

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالث

المقدمة:

الطلاق من أصعب الأمور التي يواجهها الزوجان، لكنه في بعض الأحيان يكون ضرورة لا يمكن تجنبها، وقد يصل الأمر إلى الطلقة الثالثة التي ينهي بها الزوج العلاقة الزوجية بينه وبين زوجته. فما حكم إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة؟ وهل يجوز للزوجة العودة إلى زوجها السابق بعد أن طلقها ثلاث مرات؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

أقسام الطلاق:

1. الطلاق الرجعي: الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي يقع فيه لفظ الطلاق مرة أو مرتين، فيكون للزوج الحق في إعادة زوجته دون الحاجة إلى عقد زواج جديد. يكون هذا النوع من الطلاق محدد المدة، حيث ينتهي بمضي فترة زمنية معينة، عادة ما تكون ثلاثة أشهر.

2. الطلاق البائن: هو الطلاق الذي ينهي العلاقة الزوجية بين الزوجين بشكل نهائي، ولا يجوز فيه للزوج الرجوع إلى زوجته إلا بعقد زواج جديد. يقع الطلاق البائن بثلاث طرق:

الطلاق الصريح: وهو صيغة واضحة للطلاق، مثل “أنت طالق” أو “أنت مني بريئة”.

الطلاق الكنائي: وهو استخدام كلمات غير واضحة للطلاق، مثل “أنت حرام علي” أو “أنت أجنبية عني”.

الطلاق التعليقي: وهو تعليق الطلاق على شرط معين، مثل ” أنت طالق إذا خرجت من المنزل”.

شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة:

1. أن تكون الطلقة الثالثة طلاقًا رجعيًا: لا يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة إلا إذا كان الطلاق رجعيًا، أي أن تكون الطلقة الأولى أو الثانية ولم تنته فترة العدة بعد.

2. أن يراجع الزوج زوجته خلال فترة العدة: يجب على الزوج أن يراجع زوجته خلال فترة العدة، أي قبل انقضاء ثلاثة أشهر من تاريخ الطلاق، وذلك بأن يقول لها صراحة “أرجعتك إلى عصمتي”.

3. أن يقبل الزوجان بالرجعة: يجب أن يقبل الزوجان بالرجعة عن طيب خاطر، ولا يجوز إجبار أحدهما على الرجوع إلى الآخر.

أسباب منع إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة:

1. حفظ كرامة المرأة: منع إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة يحفظ كرامة المرأة ويحميها من العودة إلى زوج قد ظلمها أو أساء إليها.

2. منع التلاعب بالطلاق: منع إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة يمنع التلاعب بالطلاق واستخدامه كوسيلة للضغط على الزوجة أو إجبارها على قبول مطالب معينة.

3. حماية الزوجة من الاستغلال: منع إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة يحمي الزوجة من الاستغلال من قبل زوجها، حيث قد يستغلها ماديا أو معنويا إذا علم أنها لا تستطيع العودة إليه بعد الطلاق.

حكم إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة في المذاهب الفقهية:

1. المذهب الحنفي: يجيز المذهب الحنفي إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة إذا كانت الطلقة رجعية، بشرط أن يراجع الزوج زوجته خلال فترة العدة.

2. المذهب المالكي: لا يجيز المذهب المالكي إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة مطلقًا، حتى لو كانت الطلقة رجعية.

3. المذهب الشافعي: يجيز المذهب الشافعي إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة إذا كانت الطلقة رجعية، واشترط لذلك أن يكون الزوج والزوجة بالغين عاقلين، وأن يكونا راضيين بالرجعة.

4. المذهب الحنبلي: يجيز المذهب الحنبلي إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة إذا كانت الطلقة رجعية، واشترط لذلك أن تكون الزوجة ما زالت في فترة العدة، وأن يراجعها الزوج صراحة وعلانية.

موقف الفقهاء المعاصرين من إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة:

1. الشيخ محمد متولي الشعراوي: يرى الشيخ الشعراوي أن إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة جائز إذا كانت الطلقة رجعية، بشرط أن يتم ذلك خلال فترة العدة وأن يرضى الزوجان بالرجعة.

2. الشيخ يوسف القرضاوي: يرى الشيخ القرضاوي أن إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة جائز إذا كانت الطلقة رجعية، لكنه يرى أنه من الأفضل للزوجين عدم العودة إلى بعضهما بعد وقوع الطلقة الثالثة.

3. الشيخ عبد الله بن جبرين: يرى الشيخ ابن جبرين أن إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة لا يجوز مطلقًا، حتى لو كانت الطلقة رجعية، لأن الطلقة الثالثة هي طلاق بائن ينهي العلاقة الزوجية بين الزوجين بشكل نهائي.

الخاتمة:

إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة من المسائل الخلافية بين الفقهاء، ويختلف الحكم فيه باختلاف المذهب الفقهي. وقد ذكرنا في هذا المقال شروط وأسباب منع إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة، كما ذكرنا موقف المذاهب الفقهية المختلفة والفقهاء المعاصرين من هذه المسألة. وفي الختام، ننصح الزوجين بالتفكير مليًا قبل اتخاذ قرار الطلاق، وأن يحاولوا حل الخلافات بينهما قبل الوصول إلى هذا الطريق الصعب.

أضف تعليق