مقدمة
يعتبر الأرنب من الحيوانات البرية التي تتميز بطعم لحومها اللذيذ، وقد أثار تناوله جدلاً واسعاً بين علماء الدين الإسلامي حول مدى جواز أكله من عدمه، وفي هذا المقال سنتطرق إلى حكم أكل الأرنب في الإسلام، مستعرضين الأدلة الشرعية الواردة في هذا الصدد، آراء العلماء والمذاهب الفقهية المختلفة، والحكمة من تحريم أو إباحة أكله.
أدلة جواز أكل الأرنب
1. دليل من القرآن الكريم:
– لم يرد في القرآن الكريم نص صريح يحرم أكل الأرنب، بل وردت آيات عديدة تدل على إباحة أكل الحيوانات البرية التي ليس فيها ضرر، مثل قوله تعالى: “أحل لكم صيد البر ما لم تكونوا محرمين”، وقوله تعالى: “ومثل صيد البحر مباح لكم”.
2. دليل من السنة النبوية:
– وردت أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على إباحة أكل الأرنب، منها ما رواه الإمام البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الأرنب.
3. دليل من أقوال الصحابة والتابعين:
– نقل عن عدد من الصحابة والتابعين، منهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن عباس، أنهم كانوا يأكلون الأرنب، وهذا يدل على أنهم كانوا يرون جواز أكله.
أدلة تحريم أكل الأرنب
1. دليل من السنة النبوية:
– وردت أحاديث ضعيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحرم أكل الأرنب، منها ما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تأكلوا الأرنب، فإنها فواسق”.
2. دليل من أقوال الصحابة والتابعين:
– نقل عن بعض الصحابة والتابعين، منهم عبد الله بن عمر وعائشة رضي الله عنها، أنهم كانوا يكرهون أكل الأرنب، وهذا يدل على أنهم كانوا يرون عدم جواز أكله.
3. دليل من كتب الفقه:
– ذكر الفقهاء في كتب الفقه أن الأرنب من الحيوانات التي اختلف العلماء في حكم أكلها، فمنهم من حرم أكله ومنهم من أباحه، وذلك لاختلاف الأدلة الواردة في هذا الصدد.
آراء المذاهب الفقهية في حكم أكل الأرنب
1. المذهب الحنفي:
– يرى المذهب الحنفي أن أكل الأرنب جائز، وذلك استناداً إلى الأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تدل على إباحة أكله.
2. المذهب المالكي:
– يرى المذهب المالكي أن أكل الأرنب مكروه، وذلك استناداً إلى الأحاديث الضعيفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تحرم أكله.
3. المذهب الشافعي:
– يرى المذهب الشافعي أن أكل الأرنب جائز، وذلك استناداً إلى الأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تدل على إباحة أكله.
4. المذهب الحنبلي:
– يرى المذهب الحنبلي أن أكل الأرنب مكروه، وذلك استناداً إلى الأحاديث الضعيفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تحرم أكله.
الحكمة من تحريم أو إباحة أكل الأرنب
1. حكمة تحريم أكل الأرنب:
– قد يكون تحريم أكل الأرنب بسبب كثرة الأمراض التي تصيبها، حيث أنها من الحيوانات التي تتغذى على النباتات التي قد تكون ملوثة بالجراثيم والطفيليات.
2. حكمة إباحة أكل الأرنب:
– قد يكون إباحة أكل الأرنب بسبب قيمته الغذائية العالية، حيث أنه يحتوي على نسبة عالية من البروتين والفيتامينات والمعادن، كما أنه قليل الدهون.
الخلاصة
وبناءً على الأدلة الشرعية الواردة في هذا الصدد، فإن حكم أكل الأرنب في الإسلام جائز عند المذهب الحنفي والشافعي، ومكروه عند المذهب المالكي والحنبلي.