تناول الطعام هو جانب مهم من حياة الإنسان، حيث يوفر الطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة اليومية المختلفة، كما أنه يوفر العناصر الغذائية الأساسية للجسم. وفي بعض الأحيان، يثار الجدل حول ما إذا كان تناول بعض الأنواع من الطعام أمرًا جائزًا أم لا. ومن بين تلك الأنواع التي أثير الجدل حولها، حيوان الكنغر.
حُكم أكل الكنغر في الإسلام
يعتمد حُكم أكل الكنغر في الإسلام على العديد من العوامل، منها:
1. التصنيف العلمي للكنغر:
ينتمي الكنغر إلى فصيلة الثدييات الجرابية، وهي فصيلة تضم أيضًا حيوانات مثل الكوالا والومبت.
تعد حيوانات الكنغر من الحيوانات العاشبة التي تتغذى بشكل أساسي على النباتات.
2. مكانة الكنغر في الإسلام:
لم يرد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يبيح تناول لحم الكنغر أو يحرمه.
لا يوجد أي دليل على أن النبي محمد ﷺ أو أصحابه قد تناولوا لحم الكنغر.
3. موقف الفقهاء من أكل الكنغر:
اختلف الفقهاء في حكم أكل الكنغر، فبعضهم أجازه وبعضهم حرمه.
من الفقهاء الذين أجازوا أكل الكنغر: الإمام ابن حنبل والإمام أبو حنيفة.
من الفقهاء الذين حرموا أكل الكنغر: الإمام مالك والإمام الشافعي.
أسباب اختلاف الفقهاء في حكم أكل الكنغر
اختلف الفقهاء في حكم أكل الكنغر بسبب وجود بعض الأدلة التي تحتمل أكثر من تفسير:
1. الحديث النبوي عن تحريم أكل كل ذي ناب من السباع:
روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: “حُرِّم من البهائم كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير”.
استدل بعض الفقهاء بهذا الحديث على تحريم أكل الكنغر لأنه من الحيوانات ذات الأنياب.
2. الحديث النبوي عن تحريم أكل كل ما له ناب أو مخلب:
روى أحمد في مسنده عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “حُرِّم من البهائم كل ما له ناب أو مخلب”.
استدل بعض الفقهاء بهذا الحديث على تحريم أكل الكنغر لأنه من الحيوانات ذات الأنياب.
3. القياس على الحيوانات الأخرى المحرمة:
قاس بعض الفقهاء الكنغر على الحيوانات الأخرى التي حرمها النبي ﷺ، مثل الخنزير والكلب والحمار الأهلي.
استدل هؤلاء الفقهاء بأن الكنغر يشبه هذه الحيوانات في بعض صفاته، مثل كونه حيوانًا بريًا مفترسًا.
شروط أكل الكنغر عند من أجازه
أجاز بعض الفقهاء أكل الكنغر بشرط توافر بعض الشروط، منها:
1. أن يكون الكنغر حيوانًا بريًا:
أجاز الفقهاء الذين أجازوا أكل الكنغر أكل الكنغر البري فقط، أما الكنغر المستأنس فلا يجوز أكله.
2. أن يكون الكنغر حيوانًا غير مفترس:
أجاز الفقهاء الذين أجازوا أكل الكنغر أكل الكنغر غير المفترس فقط، أما الكنغر المفترس فلا يجوز أكله.
3. أن يذبح الكنغر على الطريقة الإسلامية:
يجب ذبح الكنغر على الطريقة الإسلامية، أي أن يذبح بسكين حادة وأن يذكر اسم الله عليه.
أضرار أكل لحم الكنغر
كشفت بعض الدراسات عن بعض الأضرار التي قد تنتج عن أكل لحم الكنغر، منها:
1. زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب:
يحتوي لحم الكنغر على نسبة عالية من الدهون المشبعة، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
2. زيادة خطر الإصابة بالسمنة:
يحتوي لحم الكنغر على نسبة عالية من السعرات الحرارية، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة.
3. زيادة خطر الإصابة بالسرطان:
يحتوي لحم الكنغر على نسبة عالية من الحديد، والذي يمكن أن يتراكم في الجسم ويؤدي إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
فوائد أكل لحم الكنغر
رغم وجود بعض الأضرار المحتملة لأكل لحم الكنغر، إلا أنه يحتوي أيضًا على بعض الفوائد، منها:
1. غني بالبروتين:
يحتوي لحم الكنغر على نسبة عالية من البروتين، والذي يعد ضروريًا لبناء وإصلاح الأنسجة وتكوين العضلات.
2. منخفض في الدهون:
يحتوي لحم الكنغر على نسبة منخفضة من الدهون، مما يجعله خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الدهون.
3. غني بالحديد:
يحتوي لحم الكنغر على نسبة عالية من الحديد، والذي يعد ضروريًا لتكوين خلايا الدم الحمراء ونقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
خاتمة
يعد حكم أكل الكنغر من الأمور الاجتهادية التي اختلف فيها الفقهاء، حيث أجازه بعضهم وحرمه بعضهم الآخر. وقد استند الفقهاء في اختلافهم هذا إلى بعض الأدلة الشرعية التي تحتمل أكثر من تفسير. وفي حال أجاز الفقيه أكل الكنغر، فإنه يشترط توافر بعض الشروط، مثل أن يكون الكنغر حيوانًا بريًا غير مفترس وأن يذبح على الطريقة الإسلامية. وعلى الرغم من وجود بعض الأضرار المحتملة لأكل لحم الكنغر، إلا أنه يحتوي أيضًا على بعض الفوائد.