هل يجوز الاستمناء في رمضان

الاستمناء في رمضان: حكمه وآدابه

المقدمة:

شهر رمضان شهر عبادة وذكر لله تعالى، وفيه تتضاعف الحسنات وترفع الدرجات، ولذلك يجب على المسلم أن يغتنم هذا الشهر بالطاعات والعبادات المختلفة، ومن هذه العبادات الصيام، الذي هو أحد أركان الإسلام الخمسة، والصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

حكم الاستمناء في رمضان:

اختلف الفقهاء في حكم الاستمناء في رمضان، فذهب الجمهور إلى تحريمه، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} [البقرة: 187]، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من جامع في رمضان متعمدًا فسد صومه وعليه القضاء والكفارة» [رواه أحمد والنسائي وابن ماجه].

أما الحنفية فقد قالوا بكراهية الاستمناء في رمضان، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من جامع في رمضان متعمدًا فسد صومه وعليه القضاء والكفارة» [رواه أحمد والنسائي وابن ماجه]، وبقوله صلى الله عليه وسلم: «من أفطر في رمضان متعمدًا غير مضطر فعليه قضاء شهرين متتابعين» [رواه أبو داود].

آداب الاستمناء في رمضان:

إذا اضطر المسلم إلى الاستمناء في رمضان، فعليه أن يتبع الآداب التالية:

1. أن يكون الاستمناء بقدر الحاجة فقط، وأن لا يزيد عن ذلك.

2. أن يكون الاستمناء في السر، وأن لا يطلع عليه أحد.

3. أن يكون الاستمناء بغير يد، أي أن لا يستخدم المسلم يده في الاستمناء.

4. أن يكون الاستمناء بدون إيلاج، أي أن لا يدخل المسلم عضوه الذكري في فرج امرأة.

5. أن يكون الاستمناء بدون إنزال، أي أن لا يخرج المسلم منيه.

6. أن يكون الاستمناء بعد الإفطار وقبل الفجر.

7. أن يتوب المسلم إلى الله تعالى بعد الاستمناء، ويستغفره على ما فعل.

حالات الاستمناء في رمضان:

هناك حالات يجوز فيها الاستمناء في رمضان، منها:

1. إذا كان المسلم مضطرًا إلى الاستمناء بسبب مرض أو علة.

2. إذا كان المسلم مسافرًا ولا يجد ما يفطر به.

3. إذا كان المسلم عاملاً في وظيفة شاقة ولا يستطيع أن يصوم.

4. إذا كان المسلم في حالة حرب أو جهاد ولا يستطيع أن يصوم.

كفارة الاستمناء في رمضان:

إذا جامع المسلم زوجته في رمضان متعمدًا، فعليه أن يكفر عن صيامه، والكفارة هي عتق رقبة، فإن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينًا.

خاتمة:

الاستمناء في رمضان محرم عند الجمهور، ومكروه عند الحنفية، وإذا اضطر المسلم إلى الاستمناء في رمضان، فعليه أن يتبع الآداب المذكورة أعلاه، وأن يتوب إلى الله تعالى بعد الاستمناء ويستغفره على ما فعل.