هل يجوز التلقيح في رمضان

هل يجوز التلقيح في رمضان

هل يجوز التلقيح في رمضان

مقدمة:

من المعلوم أن الصيام من أهم أركان الإسلام، وهو عبادة عظيمة لها آثار إيجابية كثيرة على المسلم، ومن المعلوم أيضا أن هناك بعض الأمور التي قد تؤثر على صحة الصائم وتجعله غير قادر على إتمام صيامه، ومن هذه الأمور تلقي اللقاحات. وقد اختلف العلماء في حكم تلقي اللقاحات في رمضان، فمنهم من قال بجوازه ومنهم من قال بحرمته، وسوف نتناول في هذا المقال بالتفصيل حكم تلقي اللقاحات في رمضان وذلك من خلال توضيح حكم تلقي اللقاحات في رمضان عند كل من القائلين بالجواز والقائلين بالحرمة وكذلك الأدلة التي يستند إليها كل فريق.

أولا: حكم تلقي اللقاحات في رمضان عند القائلين بالجواز:

يقول القائلون بجواز تلقي اللقاحات في رمضان بأن اللقاحات لا تعتبر مفطرة لأنها لا تدخل الجوف من أحد المنافذ الطبيعية، وإنما يتم إعطاؤها عن طريق الحقن في العضلات أو الجلد، وهذا لا يعتبر أكلا أو شربا أو جماعًا، وبالتالي لا يبطل الصيام. كما يرى القائلون بالجواز أن تلقي اللقاحات ضرورة من ضرورات حفظ النفس، حيث أن اللقاحات تساعد على الوقاية من الأمراض الخطيرة التي قد تتسبب في الوفاة، وهذا يعتبر من الأمور التي أباح الشارع الحكيم ترك الصيام من أجلها، كما أباح الفطر للمريض الذي لا يستطيع الصيام.

أدلة القائلين بجواز تلقي اللقاحات في رمضان:

1. يستدل القائلون بجواز تلقي اللقاحات في رمضان بما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج وهو صائم”. وهذا الحديث يدل على جواز استخدام الأدوية والعلاجات أثناء الصيام، حيث أن العلاج يشبه اللقاحات في أنه يدخل الجسم عن طريق الحقن أو غيرها من الطرق التي لا تعتبر أكلا أو شربا أو جماعًا.

2. يستدل القائلون بجواز تلقي اللقاحات في رمضان بما رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل وهو صائم”. وهذا الحديث يدل على جواز استخدام المواد التي تدخل الجسم عن طريق العين أو الأنف أو الأذن أثناء الصيام، حيث أن هذه المواد لا تعتبر أكلا أو شربا أو جماعًا.

3. يستدل القائلون بجواز تلقي اللقاحات في رمضان بقاعدة سد الذريعة، حيث أن منع تلقي اللقاحات في رمضان قد يؤدي إلى انتشار الأمراض الخطيرة التي قد تتسبب في الوفاة، وهذا يعتبر من الأمور التي أباح الشارع الحكيم ترك الصيام من أجلها.

ثانيا: حكم تلقي اللقاحات في رمضان عند القائلين بالحرمة:

يقول القائلون بحرمة تلقي اللقاحات في رمضان بأن اللقاحات تعتبر مفطرة لأنها تدخل الجوف من أحد المنافذ الطبيعية، حيث يتم إعطاؤها عن طريق الحقن في العضلات أو الجلد، وهذا يعتبر أكلا أو شربا، وبالتالي يبطل الصيام. كما يرى القائلون بالحرمة أن تلقي اللقاحات ليس من الضرورات التي أباح الشارع الحكيم ترك الصيام من أجلها، حيث أن اللقاحات لا تعتبر علاجا للأمراض الخطيرة، وإنما هي مجرد وقاية منها، وبالتالي فإن ترك الصيام من أجل تلقي اللقاحات يعد من التهاون في أداء العبادة.

أدلة القائلين بحرمة تلقي اللقاحات في رمضان:

1. يستدل القائلون بحرمة تلقي اللقاحات في رمضان بما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ذرع “أي تقيأ” متعمدًا فليقض”. وهذا الحديث يدل على أن إدخال أي شيء إلى الجوف من أحد المنافذ الطبيعية أثناء الصيام يعتبر مفطرا، سواء كان هذا الشيء طعاما أو شرابا أو دواء أو غير ذلك.

2. يستدل القائلون بحرمة تلقي اللقاحات في رمضان بما رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصائم ينسى فيأكل أو يشرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”. وهذا الحديث يدل على أن الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا لا يبطل صومه، وهذا يدل على أن إدخال أي شيء إلى الجوف من أحد المنافذ الطبيعية أثناء الصيام عمدا يعتبر مفطرا.

3. يستدل القائلون بحرمة تلقي اللقاحات في رمضان بقاعدة سد الذريعة، حيث أن السماح بتلقي اللقاحات في رمضان قد يؤدي إلى استهلال الناس في تناول الطعام والشراب أثناء الصيام بحجة أنها دواء أو علاج.

خاتمة:

لاشك أن تلقي اللقاحات من الأمور المهمة التي تساعد على الوقاية من الأمراض الخطيرة، ولكن يجب أن يتم تلقي اللقاحات في غير أوقات الصيام، حتى لا يقع المسلم في خلاف بين العلماء، وحتى لا يبطل صيامه. كما يجب على المسلم أن يستفتي أهل العلم الموثوقين في مثل هذه الأمور، حتى لا يقع في الحرج أو الإثم.

أضف تعليق