هل يجوز التهنئة بالمولد النبوي

هل يجوز التهنئة بالمولد النبوي

هل يجوز التهنئة بالمولد النبوي؟

مقدمة

المولد النبوي هو ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من المناسبات العظيمة التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم. وقد اختلف العلماء في حكم التهنئة بالمولد النبوي، فمنهم من يجيزها ومنهم من يمنعها. وفي هذا المقال، سنناقش أدلة الفريقين لنخلص إلى الحكم الشرعي في هذه المسألة.

الأدلة على جواز التهنئة بالمولد النبوي

الأول: إن التهنئة بالمولد النبوي هي إظهار الفرح والسرور بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من الأمور المحبوبة شرعًا. ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن”.

الثاني: إن التهنئة بالمولد النبوي هي من باب التعبير عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه. ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أحبني أحبه الله، ومن أبغضني أبغضه الله”.

الثالث: إن التهنئة بالمولد النبوي هي من باب إحياء السنة النبوية. ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها بعده”.

الأدلة على منع التهنئة بالمولد النبوي

الأول: إن التهنئة بالمولد النبوي بدعة لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة والتابعين. ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ما صنع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مات شيئًا مما تصنعون اليوم”.

الثاني: إن التهنئة بالمولد النبوي قد تؤدي إلى الشرك بالله تعالى. فبعض الناس يبالغون في الاحتفال بالمولد النبوي ويجعلون النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة للتقرب إلى الله تعالى، وهذا من أنواع الشرك الأصغر.

الثالث: إن التهنئة بالمولد النبوي قد تؤدي إلى الفتنة بين المسلمين. فبعض الناس يتعصبون لمذهبهم أو لبلدهم ويمنعون الاحتفال بالمولد النبوي، وهذا قد يؤدي إلى الفتنة بين المسلمين.

الحكم الشرعي في التهنئة بالمولد النبوي

بعد عرض أدلة الفريقين، نخلص إلى أن الحكم الشرعي في التهنئة بالمولد النبوي هو أنها جائزة شرعًا، بشرط ألا تكون بدعة أو تؤدي إلى الشرك بالله تعالى أو إلى الفتنة بين المسلمين.

آداب التهنئة بالمولد النبوي

إذا أردت أن تهنئ أخاك المسلم بالمولد النبوي، فاحرص على أن تكون تهنئتك وفقًا للآداب الشرعية، ومن ذلك:

أن تكون التهنئة خالصة لله تعالى.

أن تكون التهنئة عامة لجميع المسلمين، فلا تخص بها فئة معينة.

أن تكون التهنئة متوافقة مع السنة النبوية، فلا تبالغ فيها ولا تجعلها سببًا للبدعة أو الشرك أو الفتنة.

خاتمة

المولد النبوي هو مناسبة عظيمة يجدر بنا أن نفرح بها ونهنئ بعضنا البعض بها، بشرط أن تكون تهنئتنا موافقة للشريعة الإسلامية. ونسأل الله تعالى أن يبارك لنا في هذا اليوم العظيم وأن يرزقنا شفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

أضف تعليق