هل يجوز التهنئة بشهر رجب

هل يجوز التهنئة بشهر رجب

المقدمة:

شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم الأربعة في التقويم الإسلامي، والتي تتميز بحرمة خاصة ومكانة عظيمة عند المسلمين. وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل شهر رجب، ومنها ما رواه الإمام أحمد عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي”.

أولاً: فضل شهر رجب:

وردت أحاديث كثيرة عن فضل شهر رجب، منها ما رواه الإمام أحمد عن أبي ذر رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يومًا من رجب كان له صيام شهر، ومن صام سبعة أيام من رجب غلق الله عنه أبواب جهنم السبعة، ومن صام ثمانية أيام من رجب فتحت له أبواب الجنة الثمانية”.

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “رجب شهر الاستغفار، فاستغفروا الله كثيرًا، فإن الله غفور رحيم”.

وورد أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “رجب شهر التوبة، فتوبوا إلى الله من ذنوبكم، فإن الله تواب رحيم”.

ثانيًا: صيام شهر رجب:

يستحب صيام شهر رجب، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل صيامه، منها ما رواه الإمام أحمد عن أبي ذر رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يومًا من رجب كان له صيام شهر”.

ومن الأفضل أن يصوم المسلم شهر رجب كاملاً، فإن لم يستطع فليصم منه ما استطاع، ولو يومًا واحدًا.

وينبغي للمسلم أن ينوي صيام شهر رجب قبل دخوله، ويستحب أن يصلي ركعتين عند غروب الشمس وقبل صلاة المغرب، وينوي بهما صيام شهر رجب.

ثالثًا: العمرة في شهر رجب:

يُستحب للمسلم أن يعتمر في شهر رجب، فإن لم يستطع فليعتمر في أي شهر آخر من أشهر الحج.

وورد في فضل العمرة في شهر رجب أحاديث كثيرة، منها ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس رضى الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “عمرة في رجب تعدل حجة”.

ومن الأفضل أن يعتمر المسلم في شهر رجب قبل دخول شهر شعبان، حتى يدرك فضل العمرة في هذا الشهر الفضيل.

رابعًا: الدعاء في شهر رجب:

يُستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى بكثرة في شهر رجب، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الدعاء في هذا الشهر، منها ما رواه الإمام الترمذي عن معاذ بن جبل رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء مستجاب في خمسة أوقات: عند الأذان، وعند النداء، وعند الشهادة، وعند الصلاة، وعند تلاوة القرآن”.

ومن الأفضل أن يدعو المسلم في شهر رجب بما فيه خير الدنيا والآخرة، ويسأل الله تعالى التوفيق والهداية والرحمة والمغفرة.

وينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بخشوع وتضرع وإخلاص، وأن يكون على يقين بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه.

خامسًا: الاستغفار في شهر رجب:

يُستحب للمسلم أن يستغفر الله تعالى بكثرة في شهر رجب، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الاستغفار في هذا الشهر، منها ما رواه الإمام أحمد عن أبي ذر رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رجب شهر الاستغفار، فاستغفروا الله كثيرًا، فإن الله غفور رحيم”.

ومن الأفضل أن يستغفر المسلم في شهر رجب في كل وقت وحين، وأن يكثر من قول “أستغفر الله وأتوب إليه”.

وينبغي للمسلم أن يكون صادقًا في استغفاره، وأن ينوي التوبة من ذنوبه والإقلاع عنها.

سادسًا: التوبة في شهر رجب:

يُستحب للمسلم أن يتوب إلى الله تعالى من ذنوبه في شهر رجب، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل التوبة في هذا الشهر، منها ما رواه الإمام أحمد عن أبي ذر رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رجب شهر التوبة، فتوبوا إلى الله من ذنوبكم، فإن الله تواب رحيم”.

ومن الأفضل أن يتوب المسلم في شهر رجب من جميع ذنوبه، مهما كانت صغيرة أو كبيرة.

وينبغي للمسلم أن يكون صادقًا في توبته، وأن ينوي الإقلاع عن ذنوبه والإتيان بالطاعات.

سابعًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في شهر رجب:

يُستحب للمسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في شهر رجب، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الشهر، منها ما رواه الإمام أحمد عن أبي ذر رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رجب شهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

ومن الأفضل أن يأمر المسلم بالمعروف وينهي عن المنكر في شهر رجب بالرفق واللين والحكمة والموعظة الحسنة.

وينبغي للمسلم أن يراعي في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ألا يتسبب في فتنة أو ضرر أو أذى.

الخاتمة:

شهر رجب هو شهر فضيل، وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضله ومكانته العظيمة عند المسلمين. ومن أفضل الأعمال التي يستحب للمسلم القيام بها في هذا الشهر: الصيام، العمرة، الدعاء، الاستغفار، التوبة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وينبغي للمسلم أن يستغل هذا الشهر المبارك في التقرب إلى الله تعالى والتعبد له والإكثار من الطاعات.

أضف تعليق